فی یوم ولادة الزهراء (س) بزغ نجم من سلالة أهل البیت (ع)، وشقّ طریقه فی سماء الإسلام والایمان، والعلم والعرفان، فأشرق علی أمة قهرها اعداؤها، ودأبوا یمعنون فی قمعها و إذلالها، فأنار بإشراقه ظلمة الدیجور الذی یلفّها، وکشف بشاعة المظالم التی تکتنفها، واستبداد الساسة بآرائهم، وکذب ومراوغة المسؤولین فی تعاملهم، وثراء المرابین الفاحش فی أوساطهم، وفقر الأغلبیة المدقع فی مجتمعاتهم، وشیوع المنکرات والفواحش بین مترفیهم، وتعالی وطاغوتیة کبرائهم، واستخذاء واستکانة فقرائهم، فأثار فیهم النخوة الإ سلامیة، و حب القیم الانسانیة، والتطلع إلی التحرر من أسر الطغاة، والتطلع إلی رحاب العزة والکرامة وسعادة الدارین، الدنیا والآخرة. فتظافرت الجهود وتعاضدت الهمم، والتفّت الجماهیر حول قائدها، وغلا مرجل تذمرها وتدخلت العنایة الالهیة، فی توفیر الأسباب والعلل، وتوفیق الجهود (وما یعلم جنود ربک إلا هو ) حتی تفجر البرکان، فکانت الثورة الإ سلامیة فی ایران، فالتهمت الطغاة الظالمین، وأزالت هیمنة الطغاة المترفین و أطاحت بأعظم رکیزة للاستعمار فی المنطقة، واستقرت دعائم الجمهوریة الإ سلامیة فی ایران، رغم الحرب العسکر یة المفروضة و الحصار الاقتصادی المستمر و هجمة الاسطول الاعلامی الغربی و أتباعه وکثرة المؤامرات والقرارات الدولیة الجائرة، وزرع الجیوب والألغام ووضع الموانع فی طریقها، فتجاوزتها جمیعها، بحکمة وهمّة وایمان وصبر وشجاعة قائدها ومؤسسها الامام روح الله الموسوی الخمینی (قدس سره).