رسالة التقریب
سال:1432 | دوره:- | شماره:84 |تعداد مقالات:21

بسم الله الرحمن الرحیمیعکس مشروع (میثاق الوحدة الإسلامیة) الاهتمام الکبیر الذی تولیه النخب العلمیة والفکریة فی العالم الإسلامی، لتوحید الأمة ولمّ شملها ورأب صدعها، ولإزالة الأسباب التی تؤدی إلی تشتت جهودها الرامیة إلی التکاتف واکتساب القوة والمناعة ضد المؤثرات السلبیة الوافدة مع القوی الدولیة الغازیة التی تضمر الشر لها. فهذا المشروع یعبّر تعبیراً وافیاً، عن طموح إسلامی جماعی إلی إعادة اللحمة إلی الصف الإسلامی، وتجدید البناء الحضاری للعالم الإسلامی، من منطلق إرساء الأسس الثابتة للوحدة المتوازنة المتکاملة، وترسیخ قواعد التعاون الذی یبلغ درجة الشراکة بین البلدان الإسلامیة کافة، فی إطار مبادئ منظمة المؤتمر الإسلامی وأهدافها.

أهمیَّةُ الوسطیَّة فی الإسلام: منْ أَهمّ صفات الدَّعوة الإسلامیَّة الوسطیَّةُ، وهی من خصائص الإسلام البارزة، وهی العلاجُ الشَّافی لحالات الانحراف والالتواء والتَّطَرُّف ومظاهره، والتَّفْریط وسماته، الَّتی جَنَتْ علی الأمَم الغابرة والحاضرة، فما دخل التَّطرُّفُ والتَّفریطُ فی شیءٍ إلا  حادَ به عن الفطرة السَّلیمة، والعقل الرَّشید، والمنهج السَّویّ، فالغُلُوُّ والتَّقصیرُ، والإفراطُ والتَّفریطُ، والجُمُودُ أو التَّساهُل، والتَّحَجُّرُ أو التَّسیُّبُ، أَخْطُرُ الأمراض الَّتی تجتاحُ المجتمعات والعَقَائدَ، فَتُفْسدُ الحَیَاةَ، وتمیتُ عَقْلَ الإنسان، وفطرتَهَ السَّلیمةَ.

ان الامة الاسلامیة فی ظل الظروف الراهنة تمر بحالة حساسة جداً بعد ما عاشت شعوبها ألوان الاستغلال وسیطرت علیها حکومات استبدادیة تابعة لقوی الکفر التی استباحت حقوقها وضیعت کرامتها وافقدتها عزتها فأصبحت لعبة رخیصة یتقاذفهاالأقویاء، لاتعرف المصیر الی أین.وکما هی سنة الله کلما ازداد الظلم والاضطهاد، تزداد قلوب المستضعفین، المضطهدین من المشاعر الشخصیة المتّقدة. ان تحویل هذا الشعور الی ثورة لابد من مراکز تستقطبه، وتنبثق عن هذه المراکز التی تستقطب هذا الشعور قیادة تتزعم المستضعفین فی کفاحهم ضد المستغلین والثورة علیهم، ولقد شاهدنا کیف استطاعت قیادة الامام الخمینی «رحمه الله» قبل ثلاثة عقود ان تستقطب الجماهیر من اجل تنمیتها أو ترشیدها وابعادها عن الانحراف وضمان استمراریتها علی الطریق السوی حتی سقوط الطاغیة واقامة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.

ونحن علی أعتاب انعقاد المؤتمر الدولی الرابع والعشرین للوحدة الإسلامیة، کان لنا هذا الموعد مع حجة الإسلام والمسلمین الدکتور عبد الکریم بی آزار شیرازی، رئیس جامعة المذاهب الإسلامیة، لنستفسره عن رأیه حول جملة من محاور هذا المؤتمر الذی یحمل عنوان "الأسالیب الفکریة والعملیة لتحقیق التقریب بین المذاهب الإسلامیة"، فکان هذا الحوار:- ما هی الأسالیب الفکریة والعملیة التی یمکن أن تستفاد من مفاهیم ونصوص القرآن الکریم والسنة النبویة المطهرة لتحقیق التقریب بین المذاهب الإسلامیة؟- یجب أولاً التنویه إلی أن الجزء الأعظم من الخلافات الموجودة فی أوساط أهل العلم فی مختلف المذاهب الإسلامیة یعود إلی أن الإسلام قد فسح المجال للإجتهاد وترک بابه مفتوحاً لکل من توفرت لدیه أهلیة الإجتهاد واستنباط الأحکام الشرعیة فی جمیع المسائل التی لم یرد فیها نص صریح من الشارع المقدس، وعلی هذا الأساس فلا مانع علی الإطلاق من اختلاف الآراء وتباین وجهات النظر فی هذه المسائل، والمجال الوحید الذی لا یجوز الإجتهاد فیه هو المسائل التی ورد فیها نص صریح من الشارع وذلک باعتبار القاعدة التی تقول "لا إجتهاد فی مقابل النص"، أما فی سائر المسائل فإن حریة الرأی والفکر فی تناولها تعد فی الحقیقة من الخصائص والممیزات الهامة للشریعة الإسلامیة المقدسة.

 مقدمة:تجتاز أمتنا الإسلامیة حلقة جدیدة من حلقات الصراع الذی یخبو حیناً، ویشتد أواره أحیانا، بین عالمنا الإسلامی والعالم الغربی، وهو صراع متعدد الرؤی، والتداعیات السلبیة الکثیرة.. والتی تعکس آثارا متنوعة علی واقع الأمة الإسلامیة مما یعوق مسیرتها ویقف حجر عثرة فی سبیل انطلاقها ونهضتها وتحقیق أهدافها فی حیاة مزدهرة وناهضة.وفی ضوء هذا الواقع وفی مواجهة هذه التحدیات العولمیة المتصاعدة، تنشأ الضرورة لتکوین الجبهة الإسلامیة المتماسکة التی تنبذ الصراعات البینیة، وتحقق التآلف والتآزر وعلی الأقل التنسیق والتکامل والفهم المتبادل...

{إنَّ هَذه أُمَّتُکمْ أُمَّةً وَاحدَةً وَأَنَا رَبُّکمْ فَاعْبُدُون.(1)}{وَإنَّ هَذه أُمَّتُکمْ أُمَّةً وَاحدَةً وَأَنَا رَبُّکمْ فَاتَّقُون.(2)}علاج الفتنة:إن مکافحة الفتن الطائفیة والسعی إلی التقریب والتفاهم والتضامن والتعاون بین المسلمین من ثوابتنا السیاسیة والحضاریة والاقتصادیة.وتدخل فی تکوین الأمة الإسلامیة الواحدة. ومن دونه لا تتحقّق الأمة الواحدة التی جعلها الله أمة وسطاً، وشاهدة علی سائر الأمم.

بسم الله الرحمن الرحیمالحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام علی سیدنا محمد حبیب رب العالمین، وعلی آله الطیبین الطاهرین، وعلی أصحابه الغر المیامین، وعلی من تبعه وتبعهم بإحسان إلی یوم الدین.مازال المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة بقیادة شیخه الفاضل آیة الله الشیخ محمد علی التسخیری یتحف الأمة الإسلامیة بجهوده الحثیثة الرامیة إلی رأب الصدع ولمِّ الشمل وتوحید الصفوف، وخاصة بین الجناحین الأساسیین المکونین لجسدها: جناح أهل السنة والجماعة، وجناح شیعة آل بیت المصطفی علیه وعلیهم من الله تعالی أعطر صلاة وأغلی سلام.

قال تعالی: Cاللهُ نُورُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض مَثَلُ نُوره کمشْکاة فیهَا مصْبَاحٌ الْمصْبَاحُ فی زُجَاجَة الزُّجَاجَةُ کأَنَّهَا کوْکبٌ دُرّیٌّ یُوقَدُ من شَجَرَة مُّبَارَکة زَیْتُونة لَّا شَرْقیَّة وَلَا غَرْبیَّة یَکادُ زَیْتُهَا یُضیءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَی نُور یَهْدی اللهُ لنُوره مَن یَشَاء وَیَضْربُ اللهُ الْأَمْثَالَ للنَّاس وَاللهُ بکلّ شَیْء عَلیمٌB(1).وقال تعالی:C وَالَّذینَ کفَرُوا أَعْمَالُهُمْ کسَرَاب بقیعَة یَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّی إذَا جَاءَهُ لَمْ یَجدْهُ شَیْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عنْدَهُ فَوَفَّاهُ حسَابَهُ وَاللَّهُ سَریعُ الْحسَاب. أَوْ کظُلُمَات فی بَحْر لُجّیّ یَغْشَاهُ مَوْجٌ منْ فَوْقه مَوْجٌ منْ فَوْقه سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْض إذَا أَخْرَجَ یَدَهُ لَمْ یَکدْ یَرَاهَا وَمَنْ لَمْ یَجْعَل اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ منْ نُورB(2).

بسم الله الرحمن الرحیم الحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام علی إمام المرسلین، سیدنا محمد وعلی آله وصحبه أجمعین، وبعد:فإن الحوار الإسلامی الإسلامی مشروع حضاری، یهدف إلی تعاون المسلمین لیتفقوا علی نمط فکری متقارب، یبعد عنهم الصدامات ویجنبهم ویلاتها، ویکسر الحاجز النفسی الذی یحول دون سماع وجهة نظر الآخرین.یعد الحوار فی الزمن المعاصر من أهم وسائل التواصل بین الأفراد والمجتمعات؛ لما له من أهمیة فی تنمیة القدرات المجتمعیة علی التفکیر وطرق الإقناع، وذلک بهدف الحصول علی الحقائق.  

أودّ فی هذا المقال أن أقف عند موضوع «الشعائر» وما یمکن أن ننطلق منها فی عملیة خلق الانسجام بین المسلمین.الارتباط بین الشعائر والشعور والمشاعر فی الجذر اللغوی واضح، ویوحی ـ والله أعلم ـ بأن شعائر الله تعمّق شعور الإنسان بالارتباط بالله.ولاشک أن هذا الشعور هو الأساس الذی تبتنی علیه علاقات الإنسان بالله وبأخیه الإنسان، وهو القاعدة التی تخلق الانسجام بین أبناء الأمة المسلمة فی عقیدتها وتحرکها وأهدافها وعلاقاتها الداخلیة والخارجیة.

فی مقابل واقع التباعد بین جماعات المسلمین المتزایدة، تتوالی المحاولات والمساعی لتوحیدهم أو علی الأقل تقریب شقة الخلاف وإیجاد مواضع الإتفاق وللأمر موجباته العدیدة من النصوص المحکمة من ناحیة النقل کما یوجبه العقل ویؤکده الواقع وتدل علی صحته التجارب.ما الذی یدلنا علی حرص الإسلام علی الوحدة؟الخطاب بصیغة الجمع/ أیها المسلمون، أیها المؤمنون، أقیموا الصلاة وآتوا الزکاة،  کتب علیکم، وأذّن فی الناس بالحج یأتوک.الجماعة- الأسرة العشیرة- الجیران.الجمعة - أهل الدیرة، البلدة.صلاتا العیدین أهل الدیرة وجیرانها.الحج فریضة اجتماع، اجتماع فرض لیس مستحبا ولیس سنة بل فرض/ رکن- مهما اختلف المسلمون فی الصیام أو الفطر منه ولکن لا سبیل ولم یحدث أن حاول بعضهم أن یقف علی عرفة فی غیر الیوم الواحد الذی یقف فیه الجمیع - الحج عرفة - زمانا ومکانا.

محمد بن مصطفی المراغی، نسبة إلی مراغة بصعید مصر، وجهه والده إلی حفظ القرآن، ولقنه نصیبًا من المعارف العامة، ولما ظهر علیه من جدّ واجتهاد بعثه والده لطلب العلم فی الأزهر.اتصل بالشیخ محمد عبده، وکانت النقلة النوعیّة التی حدّدت مکانته العلمیة، ومستقبله فی مدرسة الإحیاء والتجدید والإصلاح. تتلمذ علی محاضرات الأستاذ الإمام فی تفسیر القرآن، وتأثر بمنهجه فی التوحید، وتنقیة العقائد الإسلامیة من نزاعات المتکلمین القدامی، وتأثر أیضًا بمنهج محمد عبده فی البلاغة واللغة العربیة، وهو منهج تخطی عصور الجمود والرکاکة والانحطاط.  

بسم الله الرحمن الرحیمالمقدمة:کم یصاب المسلم الواعی، بالغثیان، وضیق الصدر، عندما نُخضِع واقع الأمة الإسلامیة- الیوم- للتأمل، والتشخیص، فینکشف له واقع متأزم مؤلم، هو الذی یطبع حال أمتنا.فهذا الشتات، وهذه الفرقة، وهذا التنابز بالألقاب، والأنساب، والمذهبیة، والطائفیة، التی تشوه صورة عقیدتنا وأمتنا، تمثل کلها هموما، تقضّ مضاجع العلماء، والحکماء، والعقلاء فی أمتنا خصوصا وهی تملک فی کتابها سبل العلاج. وکما یقول الشاعر القدیم:ومن العجائب والعجائبُ جَمّة قرب «الدواء» وما إلیه وصولکالعیس فی البیداء یقتلها الظما والماء فوق ظهورها محموللذلک باتت الحاجة ماسة إلی معالجة قضیة الحوار الذی هو موضوعنا هذا، فی محاولة لتشخیص الداء، والکشف عن الناجع من الدواء.

وحدة الأمة الإسلامیة من المفردات الثقافیة والاجتماعیة الإسلامیة التی خفت ضوؤها تدریجیاً بسبب العصبیة والجهل اللذین أحاطا بالأمة علی طول تاریخها. والواقع أن الوحدة الإسلامیة رغم کونها مشروع "تحدید وتعیین مصیر الأمة"، اعتراها علی مر الزمن غبار الشبهات، وتکوّنت حولها التوهمات، فآل أمر هذا المشروع الکبیر إلی أن یخسر الکثیر من الفرص الذهبیة الداعیة إلی نجاحه وإنجازه وتحققه فی واقع المجتمع.  

ان کامب دیفد سلخت مصر عن عمقها القومی، کما سلختها عن القیام بدورها الوحدوی واستطاعت اسرائیل بفضل هذه الاتفاقیة ان تتوغل شیئا فشیئا بین الدول والأنظمة العربیة حتی وصل الامر فی بعض هذه الدول والتی کانت فی الامس اسرائیل من ألدّ اعدائها، انها تنادی الیوم بالتطبیع مع کیانه الغاصب.علی ضوء تصریحات وزیر الخارجیة المصری الدکتور نبیل العربی بتاریخ 3 أبریل 2011 عن ما اسماه التزام مصر باتفاقیة السلام مع إسرائیل المتمثلة بـ"کامب دیفید"، وایضا تصریحات رئیس المجلس العسکری، ابّان استلامه الحکم فی مصر بعد رحیل النظام البائد بهذا المضمون، سؤال یخالج بال کل مهتم بالساحة السیاسیة المصریة وما ستؤول الیه بعد انتصار شعبه الأبی فی ثورته المبارکة وهو: لماذا قدم المصریون کل هذه التضحیات من الاموال والأنفس، منذ الخامس والعشرین من ینایر وحتی تاریخه؟ هل کان من اجل رحیل مبارک فقط والابقاء علی روح النظام؟!

ربما کان من نافلة القول ان نتحدث عن دور الإسلام فی تحقیق الامن للإنسان بشتی انواعه بعد رفضه لکل الاسالیب الطاغوتیة جملة وتفصیلاً.فهو یعمل علی توفیر الأمن الأخلاقی من خلال نظامه الأخلاقی والتربوی (هو الذی بعث فی الأمیین رسولاً منهم یتلو علیهم آیاته ویزکیهم)(1) فهو یعین هنا مرجعیة النظام التربوی وبدونها یفقد صبغته وهو ینفی کل ما یلوث الجو الإنسانی الخلقی عبر تحریمه المفاسد الخلقیة التی تمیت إنسانیة الإنسان.