الإمارة أو الحوکمة عبارة عن عملیة تتم خلالها نشاطات تعنى,بالاقتدار العام، وتصطبغ هذه النشاطات بصبغة شعبیة إذا کان الشعب منظورًا له کذی حقّ. شاعت فی الأدبیات الفقهیة الأبحاث التی تتناول موضوع الحکومة، ولکن قلّما تناولت هذه الأبحاث مفهوم الإمارة أو الحوکمة بصورة عامة الحوکمة الشعبیة بوجه أخصّ. مع هذا، یبدو أنّ المحقّق النائینی فی مصنّفه النفیس تنبیه الأمة وتنزیه الملة اعتنى,بشکل جدیر بمسألة الحوکمة الشعبیة. الورقة الحالیة عبارة عن بحث فی مساهمة النائینی فی إنتاج الأدبیات الفقهیة المتعلقة بموضوع الحوکمة الشعبیة. یعتقد الکاتب أنّ النائینی فی مصنّفه المذکور قد اعترف بحقّ الشعب فی عملیة الحوکمة على,الأقل فی أربع مراحل هی: تأسیس الحوکمة، المشارکة فی الحوکمة، مراقبة الحوکمة، التحوّل فی الحوکمة. على,هذا الأساس، یمکن الحدیث عن قدرات الفقه لتقدیم نموذج فقهی فی الحوکمة الشعبیة والبرهنة على,الطبیعة الشعبیة للحوکمة بالاستعانة بالجهود الفقهیة للنائینی.