دراسات فی العلوم الانسانیه
سال:1438 | دوره:23 | شماره:2 |تعداد مقالات:7

یتناول هذا المقال دور ودائرة العقل فی استنباط الأحکام الشرعیة من وجهة نظر أستاذ الکلّ، الوحید البهبهانی. إن العلّامة الوحید البهبهانی وبالرغم من اعتقاده بکون الأحکام الشرعیة بأسرها توقیفیة موقوفة علی نصّ سواءً کانت فی العبادات أم المعاملات، لکنه یقرّ دوراً هامّاً للعقل فی استنباط الأحکام الخاصّة بالمعاملات. فعلی عکس الاخباریین، قام باستنباط أحکام الشریعة انطلاقاً من قواعد عقلیة متعدّدة واستند إلیها فی کل مناحی الفقه. من قاعدة «الحسن والقبح العقلیین الذاتیین للأفعال»، «عدم صدور القبیح عن الحکیم»، «قبح ترجیح المرجوح علی الراجح»، «قبح تکلیف الغافل والجاهل والمجنون»، «قبح تأخیر البیان عن وقت الحاجة»، «تقدیم الأهمّ علی المهمّ فی مقام التزاحم»، «لزوم دفع الضرر المحتمل والمظنون»،«عدم جواز (قبح) التکلیف بما لا یطاق»، «وجوب البراءة الیقینیة عند اشتغال الذمّة بها یقیناً»، “قبح العقاب بلا بیان»، «لملازمة بین حکم العقل والشرع»، «تقدم القاعدة علی النصّ». فضلاً عن تلک القواعد، یمارس العقل من وجهة نظر البهبهانی دوراً خلّاقاً وریادیاً فی عملیة الاستنباط علی الأصعدة التالیة: «کشف الأحکام الشرعیة»، «توسعة وتضییق الأحکام» و«معرفة الموضوعات فی دائرة المعاملات الواسعة وبالتالی استنباط الحکم”.

لقد تباینت آراء أهل العلم حول دلالة الأعداد فی القرآن الکریم، فمنهم شهاب الدین بن إدریس الذی ینکر أن تخرج أسماء الأعداد من معناها الأصلی إلی المعنی المجازی، والبعض الآخر یوافق علی أن یکون بعض الأعداد مثل السبع والسبعین والألف دالّاً علی المعنی المجازی فیقولون عن هذه الأعداد: المراد بها التکثیر دون التحدید. نحن فی هذا البحث المتواضع، وفقاً للمنهج الوصفی – التحلیلی، سعینا إلی تأصیل الفکرة الثانیة، حیث تحدّثنا عن الدلالة المجازیة والکنائیة للأعداد الأصلیة التی استخدمت فی القرآن الکریم للدلالة علی معنی الکثرة فتقصّینا شواهدها المتعددة، فتوصّلنا إلی هذه النتیجة: أنّ أعداد «سبع»، «عشر»، «سبعین»، «سبعمائة»، «ألف» و «خمسین ألف» التی إستعملها القرآن الکریم فی بعض الآیات، لیس المراد بها حقیقة تلک الأعداد، بل یکون المراد منها الکثرة والمبالغة من غیر حصر، لأنّه إن کان المراد بهذه الأعداد حقیقتها بحیث لا یزید ولا ینقص، یسبب التناقض بین الآیات، بعضها مع بعض.

قد تناولت هذه الدراسة موضوع الحِجَاج والإقناع فی «الأشعار المنسوبة للإمام حسین (ع)» و حاولت أن تقوم بدراسة کیفیة آلیة الإقناع فی البناء الشعری بمنهج الوصفی التحلیلی مقرونة بالاستشهاد بنماذج شعریة دالّة، للکشف عن القیم التشکیلیة لحضورها ودلالاتها فی أشعاره، منطلقةً من الحدیث عن الإقناع لغة واصطلاحا وقد أولی البحثُ دراسة الإقناع والحجاج عنایة بالغة ونوقش فی طیاته عن الموضوعات الرئیسیة التی حاول الإمام (ع) أن یواکب المخاطب معها ویقنعه ویغیر آرائه حولها. وقد انتهی البحث إلی ذکر النتائج الجدیدة التی وصلنا إلیها من تحلیل الأشعار وشرحها ومفاد هذه النتائج أنّ أسالیب عدّة ـ الاستفهام التقریری، أداة التنبیه «أَلَا»، الظروف الزمانیة، انتقال الکلام من التکلّم إلی الخطاب، المَثَل، الحجاج الخطابی، أداة التأکید «إِنَّ»، الاستعارة، الصفة، الخطاب المفرد، صورة المتکلّم لدی السامع، السُلَّم الحجاجی، أسلوب الشرط، عنصر «التأطیر»، عنصر «القصدیة أو المقصدیة» ـ تشکّل الحجر الأساسی فی الخطاب الحجاجی الذی تبنّاه الإمام حسین (ع) لبثّ آرائه وجعل من المضامین الدینیة والعقائدیة مرتکزا حجاجیا بنی علیه الأسالیب الإقناعیة.

«بَحر فارس» أو «خلیج فارس» لهما مدلول تاریخی ومدلول جغرافی، قد ورد مثل هذا الترکیب فی کثیر من المصادر العربیة القدیمة لدی الکتّاب المسلمین من أجناس متعدّدة من العرب والفرس والهنود إلی جانب أهل الشام ومصر والأندلس. وهذا یدلّ علی اتّفاق آرائهم علی هذه التسمیة منذ القرون الأولی من الهجرة وقد وردت هذه التسمیة کراراً فی المصادر العربیة من موضوعات شتّی، مثل المصادر الجغرافیة والتاریخیة وتفاسیر القرآن الکریم وکُتب المعاجم والکتب الأدبیة الموسوعیة.نحن سعینا فی هذه الدراسة إلی کشف ما ورد فیه من ترکیبی «بحر فارس» و «خلیج فارس» من کُتب المعاجم والکتب الأدبیة الموسوعیة منذ القرن الثانی إلی القرن الثانی عشر للهجرة (عشرة قرون) وأسباب دخول هذه التسمیة وأشکال استعمالها فیها. ومنهجنا فی الدراسة هو المنهج التاریخی الوصفی التحلیلی، یعتمد علی الإحصاء عند اللزوم. والنتیجة الأساسیة من هذا المقال هی أنّ المعاجم اللغویة والمصادر الأدبیة إلی جانب المصادر العربیة الأخری مثل الجغرافیة والتاریخیة والتفسیریة تشهد علی أصالة هذا الاسم أعنی «بحر فارس» و «خلیج فارس»

یعتبر تاریخ الخلفاء (11-40 ه) و الذی یطلق علیه فی اصطلاح أهل السنة (تاریخ الخلفاء الراشدین)، من أهم المراحل الإسلامیة. و تعتبر هذه الفترة هی التجربة الأولی للحکومة الدینیة بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم، حیث حظیت باهتمام المحدثین و المؤرخین الذین تطرق کل منهم حسب مذهبه، إلی التعبیر عن الأحداث التی وقعت فی هذه الفترة وتحلیلها، و قد أدت هذه الدراسات إلی فهم أفضل لهذه الفترة و تنوع و اختلاف المناهج و التوجهات إلیها. و بما أنّ تاریخ الطبری أحد أهم مصادر التاریخ الإسلامی، و من جهة أخری فإن ابن عقدة واحد من أکبر المحدثین الزیدیین، قمنا فی هذه الدراسة إلی البحث حول تاریخ الخلفاء مع التأکید علی الروایات المتبقیة من ابن عقدة و مقارنتها بتاریخ الطبری، معتمدین علی المنهج الروائی التاریخی و طریقة المکتبات، و بعد التحلیل الانتقادی للمستندات الروائیة و التاریخیة، واستنتجنا أن نظرة الطبری تختلف عن نظرة ابن عقدة فی بیان تاریخ الخلفاء و الشخصیات البارزة التی عاشت فی تلک الفترة. و رغم قیام الطبری باللجوء إلی شخصیة الخلفاء الثلاثة فی بیان الأحداث التی وقعت فی تلک الفترة، و تجنب الإشارة إلی التقاریر التی تذم الخلفاء و الشخصیات المرتبطة بهم، لکن ابن عقدة أشار إلی تقاریر تتضمن الحطّ من مکانة و الخلفاء و الشخصیات المرتبطة بهم.

تعتبر نظریة التجلّی إحدی أهم نظریات تبیان النظام الکونی حیث یمکن أن تطرح و تدرس عبرها أهم القضایا الرئیسیة فی العرفان النظری کالحضرات الخمس و الفیض الأقدس و الفیض المقدس و ماشاکل ذلک. و من هنا تتجسد أهمیة نظریة التجلّی بالتحدید و قد تحدّث معظم العرفاء المسلمین عن هذه النظریة و مراتبها فی مؤلفاتهم کما حدد الشیخ نجم الدین الرازی و غالبیة العارفین فی الفترة الإسلامیة الأولی، مفهوم التجلی فی إطار العرفان العملی. أورد محیی الدین ابن عربی بعد هذه الفترة ذات التعریف دون زیادة أو نقصان علی وجه التقریب فی بعض مؤلفاته و ذلک علی ضوء عنایته الخاصة بالتعریف الذی قدّمه الشیخ نجم الدین عن التجلی و مراتبه، لکن نقص هذا التعریف فی المراتب النظریة، دفعه إلی إبداع و تقدیم مفهوم جدید و مراتب جدیدة من التجلی القائم علی العرفان النظری. عمدت هذه الدراسة إلی تبیین وجهة نظر الشیخ نجم الدین الرازی و ما أعقبه من عارفو الفترة الإسلامیة الأولی حول مفهوم التجلی و الجانب الشهودی منه و تبیان مکامن نقصه فی العرفان النظری و کذلک معرفة وجهة نظر محیی الدین ابن عربی و الجانب الوجودی لمبحث التجلّی. و وصلت فی نهایة هذا البحث إلی نتیجة مفادها أن ابن عربی عمل علی إکمال المباحث المتعلقة بمفهوم التجلی و مراتبه سواءً فی المجال العلمی و المجال النظری للعرفان الإسلامی و ذلک عبر تقدیمه لتعریف بدیع من التجلّی إلی جانب تعاریف عارفی الفترة الإسلامیة الأولی و تصنیفه الجدید من مراتب التجلّی، الأمر الذی أصبح منطلقاً لتأسیس الکثیر من المبادئ المهمة للعرفان النظری.

طهارة غیر المسلم أو نجاسته، من المسائل التی هی معرکة الآراء و محطّ الأقوال المختلفة من بعید فی مدی الزمان بین الفقهاء. و بما أنّ هذه المناقشة قد صارت ذات أهمیة هامّة و خاصة فیما یتعلق بالعلاقات الاجتماعیة و السیاسیة بین المسلمین و غیرهم، حاولت هذه الدراسة إلی استکشاف و تحلیل مفهوم الطهارة و النجاسة لغویاً أوّلاً من وجهة نظر فقهاء السنة و الشیعة، ثمّ إتّجهت إلی إلقاء الضوء علی اتّجاهم قبال مسألة طهارة أو نجاسة غیر المسلم، و ربما ناقشت آراء بعض الفقهاء فی المسألة.