دراسات فی العلوم الانسانیه
سال:1436 | دوره:22 | شماره:1 |تعداد مقالات:6

کان الإمام محمّد بن إدریس الشافعی ذا حظّ وافر من الذوق الشعری والعلم الواسع فی اللغة والأدب. ولم یحظَ هذا الجانب من شخصیته بالاهتمام والعنایة بالقدر الذی حظیت به الجوانب الأخری، سوی ما شهد به من یعتدّ بقوله من أئمة العلم والأدب. ویسعی هذا البحث -بعد تعرّف الجانب الأدبی والشعری من شخصیة الشافعی- إلی الإجابة علی سؤال مطروح حول المضامین والمعاییر الشعریة لدیه. وتمّ التوصل فی هذه الدراسة - بعد التتبع فی المنظوم من کلامه - إلی أنّ معظم ما جاء فی دیوانه من مفردات ومقطوعات، یدور فی فلک الحِکم والقیم ویکاد یقتصر علی هذه المعانی والحثّ علیها کالعزّة والعفّة والقناعة والسخاء والتوکّل والتقوی والعمل الصالح وفضل العلم وحبّ أهل بیت النبوة. وکل ذلک فی مجتمع غلب علیه اللهو والترف وروح التکسب والاستعطاء والتخلی عن القیم علی أوساطه الشعریة.

کان ابن المقفع المفکر الأریب والمصلح الایرانی یعیش فی عصر یرزح الناس فیه تحت وطأة الاستبداد .فهو ببصیرته النافذة أدرک بأن بؤرة الرزیة فی مشاکل الشعب ترجع إلی نظام الحکم ، لأنه کان ممن یعتقد بأن صلاح العامة لایستقیم إلا بصلاح الخاصة وصلاح الخاصة لا یمکن إلا بصلاح إمامها. لقد کانت ظروف المجتمع آنذاک فی حاجة ماسة إلی مصلح متسلح بالوعی والمعرفة لإزالة الزیف واکتشاف المنهج السلیم فی واقع الحیاة. فابن المقفع بما بنی علیه شخصیته من مدامیک الثقافة الفارسیة الإسلامیة، انتهج فی سیاسیاته منهجاً واقعیاً لاحظ فیه مشاکل الناس ووجّه فیها وجهة نقدیة إصلاحیة نحو الحکام کی یأخذوا الناس بالعدل والرحمة . فعمد فی سیاسیاته هذه إلی النقد وتوسل به کوسیلة للإصلاح وکان یهدف من وراء ذلک إلی سعادة المجتمع وأخذه بالمثل العلیا فی دروب الحیاة. وکان من الطبیعی أن تثیر آراؤه الإصلاحیة الطبقة الحاکمة فسعی من اجل التخلص منها ولهذا دفع ابن المقفع حیاته ثمناً لآرائه الإصلاحیة والتزاماً بقضایا مجتمعه والأخذ بالموقف المنحاز إلی صلاح الناس. فإن أصاب الفشل ناحیة من نواحی الإصلاح الذی ینشده فی شخص السلطان، فإنّ النجاح البطیئ کان نصیب النواحی الأخری فی الإصلاح الذی أراده هذا العقل العظیم، لأن السلاطین رأوا أنفسهم مضطرین إلی العمل بأقواله وإن لم یصرحوا بأنهم یعملون برأیه ومشورته.

التواتر السردی من أهمّ المقولات الزمانیة والأسلوبیة ومن أهمّ وجوه إعجاز القرآن وانزیاحه السردی، فقصة آدم (ع) من القصص التی تواترت أحداثها متناثرة فی سبع سور من القرآن الکریم. إن إبداعیة هذه القصة، هی التواتر السردی أولا ثم التواتر فی السرود المتناثرة لهذه القصة التی تختص بالقرآن الکریم. وتعددت أقسام التواتر فی القصة نحو التواتر المفرد، والتواتر النمطی، والتواتر التکراری، والتواتر التطابقی، لکن التکراری والنمطی أکثر استخداماً لوجود دواعٍ معنویة. ویمتاز التواتر فی قصة آدم (ع) بتأکید المعانی السابقة عبر الاستبدالات اللفظیة والأسلوبیة وبواسطة الاشتراک اللفظی وتثبیت المعنی فی ذهن المخاطب وتخلید مضمون القصة ومباغتة المتلقی والتصعید الدلالی وإثراءه وإضاءة الضوء علی الحدث أو الشخصیة والترکیز علی الفکرة الرئیسة للقصة وتفصیل المفاهیم والوظیفة الجمالیة. وتعتمد القصة فی استخدام تقنیة التواتر السردی علی أسالیب متنوعة ومنفردة مدهشة وفی انتقاء موحٍ لمعان کثیرة تستهدفها، منها: التواتر الانزیاحی والاستشراف التواتری والاسترجاع وامتزاج الاسترجاع بالاستشراف التواتری واستحضار وجهات النظر المتعددة واستخدام فعل المضارع الدال علی الاستمرار. وکل هذه فی خدمة الرسالة الدینیة والتربویة. لذا فإن المقال یستهدف تبیین انزیاحیة التواتر السردی وجمالیاتها فی قصة آدم (ع) فی سبع سور علی ضوء المنهج التوصیفی التحلیلی.

الأسلوبیة من أهم الإتجاهات التی تحاول البحث عن المدلولات الجمالیة فی النص، وقد تهتم بدراسة النصوص الأدبیة وتحاول الالتزام بمنهج موضوعی لتحلیل أسالیب النصوص بغیة الکشف عن القیم الجمالیة وذلک من خلال تحلیل الظواهر اللغویة والبلاغیة للنص وفقاً للمستویات الثلاثة الصوتیة والترکیبیة والدلالیة. ویمثّل الأسلوب وجها من الوجوه البلاغیة والجمالیة فی کتاب نهج البلاغة. فیحاول البحث دراسة أسلوبیة لخطبة "الشقشقیة" التی تُعتبَر من أبرز خطب الإمام علی(ع) فی نهج البلاغة، والتی تتحدّث عن أحزانه وصبره أمام مشاکل وقعت علی الخلافة بعد رحیل النبی (ص)، وتنشد بجمیع ألفاظها وعباراتها وصورها نشیداً واحداً وهو بیان شکوی الإمام وحزنه وصبره معتمدة علی المستویات (الصوتیة والترکیبیة والدلالیة) وعلاقتها بالشعور النفسی والتأثیر الذی یرتقی إلی البناء الفنی. وهذه الدراسة وفقاً للمنهج الوصفی - التحلیلی تتناول دراسة الجوانب الفنیة والجمالیة فی الخطبة فی ضوء علم الأسلوبیة بغیة الکشف عن مدلولات النص. وقد توصّلنا فی هذه الدراسة الی أنّ معظم الأصوات المستخدمة فی الخطبة هی من الأصوات المهموسة والرخوة، وتدلّ علی سیاق الخطبة الذی یقتضی الهمس والرخوة لتبین الأحزان والآلام، کما أنّ إستخدام السجع له دلالات متناسبة مع السیاق لإیصال الفکرة. أمّا فی المستوی الترکیببی فوظّفت الجمل الفعلیة الماضیة توظیفاً دلالیاً، حیث دلّت علی سرد الأحداث والهموم، والعواطف الحزینه المتلهبة دفعت الإمام إلی إستخدام الجمل القصیرة بشدّة وحماس. أمّا فی المستوی الدلالی فقد ظهر التناسق الفنی بین الألفاظ والتراکیب وبدا المعنی واضحاً جلیاً من خلال تجسید الصور الحسیة.

تحاول هذه الدراسة بحث ظاهرة التعدد اللغوی الموجود فی الجزائر والهدف منها بیان التنوع اللغوی واللسانی الذی یتصّف به الواقع الجزائری وعلاقته بالمستوی اللغوی للمتعلم والطفل، مع إبراز الخصائص للتعدد وأسبابه وتجلیاته، وذلک بمنهج وصفی تاریخی یتتبع الظاهرة واصفاً صورها ومجالاتها، حیث أنّ مسألة البحث تقتضی التدلیل علی أثر هذا التعدد فی الجزائر ومحاولة رسم الواقع اللغوی الجزائری المعاش قصد بلوغ بعض النتائج ککیفیة المعالجة للتعدد دون الإضرار بالهویة الوطنیة واللغویة للتعدد الکائن والتأکید علی أنّ اللغة العربیة هی فوق أی تعدد وذلک عن طریق الجمع بین أصل المکانة التی تختص بها لغة الإعجاز التی تمثّل الروح التی تحفظ الهویة وعدم إقصاء التنوع اللغوی الذی یصون تلک الهویة أیضا.

الفقه السلطانی او ما اصطُلح فی هذه الأیام بالفقه السیاسی مع غض النظر عن شموله علی القضایا والمواضیع السیاسیة والحکومیة البحتة، یشمل ایضاً المواضیع والقضایا الاجتماعیة والاقتصادیة المهمة، خاصة ما یرتبط بمکافحة الفقر وتندید الجوع العام والاهتمام بتعمیم العدالة الاجتماعیة التی استهدفها فقهاء الاسلام من قدیم الایام، وألفوا فیها مؤلفات قیمة، مستقلة او بالانضمام. وهؤلاء المؤلفون کانوا یسعون بهذه الطریقة للوصول الی تحقق خارجی لنظام تلفیقی حکومی – شعبی لیتم عن طریقه تطبیق التضامن والتعاون والتکافل الإجتماعی بین مکونات المجتمع الاسلامی علی أرض الواقع. ومن القضایا المدروسة علی عمق ودقة ضمن الأحکام السلطانیة فی الأدوار الماضیة، قضیة التعاون والتضامن والتکافل الاجتماعی، وذلک استجابة لرفع الحوائج العامة فی تلک الازمنة، ومتناسباً مع مقتضیاتها. ولکن هذه القضیة وقعت فی موضع الغفلة فی عصرنا هذا، ولم ینقب الناقبون ولم یبحث الباحثون الجدد فیها کما یلیق بالموضوع. وقد غفل الباحثون والمحققون عن قضیة التعاون والتکافل الإجتماعی فی الفقه السیاسی الاسلامی وما تحتله من مکانة مهمة وحضور قوی فی الشریعة، واذ لم یلتفت إلیها إلا النادر من الباحثین، حتی اضحت الحاجة ماسة إلیها ومحسوسة إلی أبعد الحدود. والمقال الحالی یرمی إلی البحث والتنقیب الجاد فی هذا الموضوع، وعن مکانة التکافل الإجتماعی فی الفقه السیاسی، وعن الرموز والمظاهر الدالة علی هذا التکافل، وأنظمتها وأبنیتها الملموسة، تمهیدا لتکوین الأبنیة والأنظمة اللازمة لاجراء الشرائع والقوانین الاسلامیة الموجودة علی ضوء التعاون والتضامن والتکافل الاجتماعی.