دراسات فی اللغه العربیه و آدابها
سال:1397 | دوره:9 | شماره:27 |تعداد مقالات:7

تتناول هذه الدّراسة قراءة نصیّة نحویّة جدیدة للبردة، تتمثّل فی ظاهرة العدول أو الانزیاح التی وظّفها الشّاعر کعب فی إبداعه الصّلد، فأفرزت غنی ً فنیّاً، ودلالیّاً، من خلال لغته الشّعریّة التی تحمل طاقات إیحائیة، وإمکانات تعبیریّة، تمثّلت فی أنماط متعدّدة من العدول: النّحویّ والصّرفیّ؛ ذلک العدول الذی کشف عن بواطنها، وفتّق أسرارها ابن هشام الأنصاری فی شرحه قصیدة "بانت سعاد"، فدلّت الدّراسة علی قدرة ابن هشام العقلیّة علی استنباط الوجوه النّحویّة المتعددة، من مثل: النّقل، والقلب، والتناوب، وغیرها، وربطها بالمعنی؛ إذ یرجع تعدد المعنی إلی القراءات المتنوّعة للبیت الشّعری، فحاولت فی دراستی هذه إعادة إنتاج المعنی اعتماداً علی ربط النّحو بالدلالة. وهذا العدول عن الصیغ الأصلیّة فی السّیاق النّصّی له أبعاد بلاغیّة، ومقاصد بیانیّة، یعمد إلیه النّاظم، فیکشف عن وجه من وجوه البیان الدّلالی الّذی یفاجِئ المتلقی، ویثیر دهشته، لمخالفته القواعد المألوفة فی العرف اللغوی؛ ممّا یؤدّی إلی کسر النّظام النّحوی، والانحراف باللغة من مسار الجمود إلی التّطوّر حیث الإبداع، والتّوجّه نحو البؤر ذات الدّلالات المرکّزة التی تسهم فی تقویة المعنی بسبب التّوسّع الدّلالی فی الصّیغ والبنی التی تشتمل علیها النّصوص المدروسة.

للضمائر هویّة دلالیّة، تجسّد مشاعراً قبل توظیفها فی النصّ، کما وأنّ سیاق النصّ یضفی علیها فاعلیّة. والشاعر المعاصر سعی لتفجیر طاقتها الکامنة. والضمائر، کوحدة جزئیّة فی النصّ، تغذّی حرکة المعنی وتحرّک مشاعر المتلقّی. ووظّفها محمود درویش بشکل مکثّف لإضفاء مسحة جمالیّة وانتقال تجربة شعوریّة. اعتمد الشاعر علی مخزونها الدلالیّ فی هیئتها الأولی الدالّة علی الذاتیّة، والانتماء، والقوّة، والاتّحاد والمصیر المشترک، کما وأنّ استخدامها المتعدّد فی لجّة الخلق وفی سیاق النصّ أعطاها حرکیّة تجلّت بدلالات ملائمة لفکرة الشاعر. ولتحدید البحث اخترنا ضمائر المتکلّم فی دیوان"لماذا ترکت الحصان وحیداً". لذلک عمدنا فی هذا البحث إلی دراستها فی مستویاتها المختلفة قاصدین الکشف عن أسرارها وجمالیاتها وفق المنهج الوصفی والتحلیلی. ومن نتائج البحث أنّ الشاعر لدی استخدامه أنا الجمع یصف الواقع الفلسطینی وصفاً صریحاً فهی دوامّة من الصراع، فتارةً تظهر لنا "نا" علی هیئة فاعل لها القدرة والفاعلیّة علی النشوء وتارةً علی شکل "نا" مفعولة، مهزومة، منفعلة ینتابها الضعف وهی مستسلمة لما یجری لها من الأحداث، ولکن لا تقف موقف الراصد المتفرّج بل تحارب لکی تُعلی من موضع "الأنا" وتُلغی فاعلیّة الآخر وترغمه علی بقائه علی المفعولیّة. ومن النتائج الأخری التی توصل إلیها البحث هو أنّ القضایا التی یُصرّ علیها درویش هی فکرة "الأنا" الجمعی فهو یسعی إلی توحید الصفوف.

شهد الأدب العربی ومنذ بدایاته فی العصر الجاهلی ضرباً من الأغراض الأدبیة یسمی الهجاء وهو تقبیح صورة فرد أو فئة أو سلوک خاص بالمبالغة فی الذم وذکر المساوئ أو اختلاقها ونسبتها إلی المهجو، ّ وقد توسعت وبمرور الزمان دائرة استخدام هذا الفن لتشمل الشعر السیاسی مثل ما نجده عند شعراء بنی أمیة کالأخطل(19 – 92ه) ومسکین الدارمی (. . . – 89ه) والأحوص (. . .-105ه) وکذلک شعراء الشیعة کالکمیت بن زید الأسدی (60 – 126ه) أو السید إسماعیل الحمیری (105 – 173ه) أو دعبل الخزاعی (148 – 246ه) وغیرهم وقد استمر استخدام هذا الفن إلی العصور المتأخرة عند شعراء الشیعة ومنهم السید حیدر الحلی (1246 – 1304ه) صاحب الحولیات الحسینیّة المشتملة علی بعض مظاهر الهجاء، فیأتی هذا البحث لرصد أشکال الهجاء السیاسی الوارد فی هذه الحولیات وکمیة انتشار أنواعه فیها، وکشف اللثام عن سبب رغبة الشاعر أکثر فی: «الهجاء السیاسی عن طریق توظیف القضایا التاریخیة» بشکلیه المباشر والضمنی، بالقیاس مع باقی أنماط الهجاء عن طریق دراسة الاحتمالات الواردة بهذا الشأن وذلک من خلال انتهاج المنهج الوصفی التحلیلیمستعیناً بالاستقراء التام لأبیات الهجاء فی هذه الحولیات. وقد توصّل البحث إلی نتائج أهمها أنّ أنماط الهجاء السیاسی فی هذه حولیات تنقسم إلی ثلاثة أقسام هی: 1-الهجاء السیاسی الفاحش 2-الهجاء السیاسی المقترن بالمدح 3-الهجاء السیاسی بتوظیف القضایا التاریخیة (بشکلیه: المباشر والضمنی)، وقد مال الشاعر إلی استخدام النمط الأخیر بشکل أوسع فی حولیاته لاشتماله علی وظیفة حِجاجیّة تساعد فی إقناع المخاطب أنّ المهجو یستحق الذمّ حقیقةً، ولکونه أکثر انسجاماً مع مفهوم الالتزام الدینی واتصافه بعنصر الصدق عند المخاطب العام.

تعدُّ الأمثالُ من الفنون الأدبیة؛ لذلک أُلِّفت فی جمعها وتفسیرِها وبیانِ موارِدِها کُتُبٌ مستقلَّةٌ بعینِها. وهی مع إیجازها تتضمَّن حِکَماً بلیغةً أو تجاربَ إنسانیةً مفیدةً، کما تحتوی أحیاناً قواعدَ للتصرُّف والسلوک، وکأنَّ قائلی الأمثالِ ومرسلیها حکماءُ أدرکوا أسرار الحیاة ووعوا کُنهَ المجتمع، واستنبطوا نزواتِ النفوس ونفذوا إلی أغوارها. وعلی الرغم من أنَّ الصورة الفنیة تبدو أکثر وضوحاً فی الشعر، إلاَّ أنَّه یمکن اعتبار الأمثالِ جنساً أدبیاً یمثِّلُ المجالَ الرَّحبَ أیضاً للاستقراءاتِ والتحلیلاتِ واستنباط الصور البیانیة التی نجدُها فی الشعر. وانطلاقاً من ذلک یأتی بحثنا هذا لیتَناولَ مجموعةً من الأمثال العبریة فی دراسة تطبیقیةٍ تقلیدیةٍ لأسالیب البیان من تشبیهٍ واستعارةٍ وکنایةٍ. وکلُّنا أملٌ فی أن یشکِّل هذا البحثُ إرهاصاً لدراساتٍ أکثر توسُّعاً وحیویةً.

الغزو الفکری والثقافی أو ما یعرف بالاستعمار الحدیث یمکن الغرب من إذابة ملامح هویات الشعوب دون الحاجة إلی العنف العسکری. وقد تنعکس تأثیراته علی هویات المستعمَرین بظهور أعراض مشابهة لأعراض مَرضی الفصام/الشیزوفرینیا، حیث یعیشون حالة من الانفصام والاغتراب الذاتی والابتعاد عن الواقع والسیر فی عالم الأوهام والخیالات. وقد تطرّقَ الأدب ما بعد الکولونیالی، خاصة الروائی منه، لقضیة الهویة والصراع النفسی بشکل واسع. إذ تُعدّ إشکالیة الهویة وقضایاها الشائکة کجدلیة الأنا والآخر المتمثلة ب (الشرق/الغرب)، من أهم مفاهیم النقد ما بعد الکولونیالی. وقد تناول الکاتب العربی لقاء الشرق بالغرب فی نتاجه الأدبی بکثرة لرصد تبعاته وتأثیراته علی الهویات فی حقبة ما بعد الاستعمار. وفی هذا الصدد عالجت روایة "العطر الفرنسی" للأدیب السودانی أمیر تاج السر، تأزم هویات الشخصیات الروائیة مستخدمة جدلیة الأنا الشرقی والآخر الغربی فی إطار علاقة الرجل بالمرأة، لکن بمعادلة مغایرة لما جاء فی الروایات السابقة؛ المرأة الغربیة-بالأحری طیفها-هی التی تقصد الشرق، وتحدیدا السودان، وتغزو الشرقی فی عقر داره وتؤدی إلی تأزمه. کما کشفت عن تبعات هذا اللقاء الوهمی مما یحذر من استعمار غربی جدید یتمّ فی الشرق بآلیات حدیثة. یرصد هذا البحث وفقا لمفاهیم النقد ما بعد الکولونیالی والمنهج التحلیلی – الوصفی توظیف الروایة الخاص لثنائیة الرجولة/الأنوثة ودلالتها علی تأثیر الغرب علی البعد الهویاتی للشعوب فی حقبة ما بعد الاستعمار. ووجدنا أن الروایة بدءا بعنوانها تدلّ علی الغیاب الکبیر للشعور بالقهر الاستعماری عند المستعمَر وأشکال الضغینة التی کانت تمیز علاقات المستعمَر والمستعمِر السابقین، وأن فصام هویة البطل وعجزه عن امتلاک محبوبته رمز دالّ علی عجز الشرق عن امتلاک الغرب وإصابته بما یشبه أعراض مَرضی الفصام.

المقادمه من شعراء فلسطین. ظهر التکرار جلیاً فی شعره بحیث اعتبر سمة أسلوبیة بارزة فی نتاجه الشعری. هدف البحث هو الکشف عن أسلوب التکرار فی دیوان الشاعر وعلاقته بالإیقاع والدلالة. فقد لفت التکرار أنظار الشّعراء والنقّاد من العصور الغابرة حتّی الآن بسبب الدور الهام الذی یلعبه فی الکشف عن جمالیات الشعر وموسیقاه، وکذلک بسبب دوره الوظیفی والدلالی فی الشعر، لذا فإن دراسة هذه التقنیة فی شعر المقادمة تعدّ ضروریة. حاولنا فی هذا البحث أن نقوم من خلال دراسة هذا العنصر لدی الشّاعر بتعرّف المفاهیم الرئیسة لشعره المقاوم والعثور علی کیفیة استخدام هذه التقنیة فی تعمیق البنیة الدّلالیة والإیقاعیة وعلاقتها بأنواع البدیع. المنهج المستخدم فی هذا البحث هو المنهج التحلیلی – التوصیفی کما وظّفنا المنهج الإحصائی لاستخراج عدد الأصوات والکلمات والجمل المتکرّرة. وما توصّل إلیه البحث هو أنّ المقادمة وظّف تکرار أصوات الحاء والهمزة والکاف للتعبیر عن صعوبة الموقف العاطفی الذی یمرّ به وصوت اللام للتعبیر عن الجهر والمعارضة کما أراد عن طریق المزاوجة بین النون والیاء التعبیر عن حالة الشجن التی تنتابه، وهذا النمط من التکرار درسه النقاد القدماء ضمن ما یعرف بالمعاضلة الکلامیة وقد فصلوه عن التکرار. وقد رصد الشاعر فی تکرار البدایة صورة التضحیة والأبطال بهدف الترغیب وفی تکرار النهایة صورة الرثاء بهدف إثارة مشاعر المتلقی، حیث یشکلان مظلة شعریة تهیمن علی مناخ القصیدة وتحتویها، وقد هدف بتکراره ضمیر "نحن" تجسید الجراح الجماعیة وصورة الاتّحاد الفلسطینی وبتکراره ضمیر "أنت" بیان مدی علاقته بابنه الفقید. وقد تمیّز التکرار المرکب عنده بعنصر الارتکاز والتمحور الذی یجعله مختلفاً عن التکرار البسیط، وقد استخدمه فی تعمیق المضامین الطوباویة، والانصهار فی الوطن ودعم الانتفاضة.

ینشد هذا البحث الکشف عن أبعاد النفس الإنسانیة لدی واحد من شعراء العصر الأمویّ، ویلقی الضوء علی بعض التبدلات التی طرأت علی الحیاة الأمویّة، والتی جعلت الشاعر یفکّر فی أمور أوسع أفقا، وأشد تعقیدا مما سبق، فکان جلیّا أن تنعکس المؤثرات علی صور الشیخوخة فی شعر العرجیّ، ذلک أنّ الشاعر، لعله استخدم صور الشیخوخة للتعبیر عن هواجس العجز، والضعف، والقهر، وانعدام القدرة علی الفعل وهو فی حبسه، ولربّما مات العرجیّ ولمّا یبلغ مرحلة الشیخوخة. فآثرت هذه الصور أن تکون الصوت الحرّ، والمتنفس المیتافیزیقی الذی یخترق لا شعور الإنسان، ویعید تشکیل صورته فی الواقع، فبدت أکثر الصور صدقاً، وأدقّها حکماً فی إعادة رسم صورة الواقع فی المجتمع الأمویّ، وقد استوعبت صور الشیخوخة مساحة إیقاعیة واسعة، فبدت وسیلة فنیّة ثریّة ساعدت فی إعادة تشکیل صورة الإنسان. کما أثبتت هذه الصور ظهور النزعة القصصیة فی الشعر الأمویّ التی تضفی جمالا فنیًّا متمیّزا، وتفصح عن دواخل إنسانیَّة، وتکشف عن رؤیا واعیة، وتمدّنا بأحاسیس، ومواقف عاناها الإنسان فی العصر الأمویّ.