بحوث فی اللغه العربیه و آدابها
سال:1440 | دوره:11 | شماره:20 |تعداد مقالات:10

إن الدراسات الأسلوبیة تنظر إلى النص الأدبی على أنه وحدة متجانسة ومتلاحمة ولا یمکن عزل أجزائها بعضها عن بعض. وهذه المقالة تدرس سورة یونس A من منظارها الصوتی، وهو أحد مواضیع الدراسة الأسلوبیة وتهدف إلى کشف العلاقة بین الصوت والمعنى فی السورة ومدى التلاحم والتناغم بین الأصوات ودلالاتها. تعمدت الدراسة إلى المنهج الإحصائی فی کیفیة توزیع الأصوات الموجودة فی السورة وتحلیلها ودلالتها. واتّضح لنا أن التعبیر القرآنی وظّف الأصوات فی السورة تعبیراً یشعرنا بدلالة السیاق عن طریق إیحاءات الأصوات. ولوحظ أن لهذه السورة وحدة ایقاعیة نوعاً ما، بحیث غلب علیها میلها إلى الأصوات المجهورة والشدیدة، وأیضاً کثرة تکرار الأصوات التی تتصف بالوضوح کأصوات المدّ واللین والأصوات البینیة، وهذا ما نراه مطّرداً فی الکلام العربی، وهی بذلک لم تخالف قواعد اللغة، وإنما سارت على خُطاها. وهذا الإیقاع المنتشر فی السورة سَلِس مَرِن رزین، وقلّما نراه تعلو نبرة أصواته أو تخفى کثیراً جداً. جاءت الأصوات فیها متناسقة مع مضامین وغرض الآیات الواردة فیها، بحیث لا یمکن استبدال أصواتها بغیرها وتبقى الآیة على ما هی علیه من الدلالة والجمال.

اللغة العربیة لغة اشتقاقیة. فالکلمات فیها لا تعیش فرادى ، بل لها مجتمعات مشترکة رغم کثیر من لغات العالم. وهذه المیزة معروفة عند أهل اللغة. هذا من جانب، ومن جانب آخر لها میزة أخرى ، وهی قضیة الحرکات التی تنتج منها المعانی. فکلُّ حرکة تتّصف بعدّة خصائص تمیزها عن باقی الحرکات وتعطی لها خاصیة صوتیة، بحیث تدلّ على معنى معین دون غیره. یستهدف هذا البحث دراسة تاثیر أقوى الحرکات أی الضمّة (قصیرها وطویلها) فی معانی مفردات وجمل اللغة العربیة والقرآن الکریم. فدراسة تأثیر الضمة فی تقویة بنیة الأسماء والأفعال والتراکیب النحویة تکوّن المحاور الرئیسة فی هذه المقالة. تعتمد هذه الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی، حیث تبحث عن وصف الصوائت ووجودها فی بنیة الکلمات فی اللغة العربیة والقرآن الکریم. النتائج المستقاة من البحث تبین أنّ الضمة هی أقوى الحرکات، وهذه القوّة تؤدّی إلى تقویة المعنى فی المفردات والتراکیب الصرفیة والنحویة، حیث المرفوعات فی التراکیب النحویة هی العمدة على عکس المنصوبات والمجرورات التی هما فضلتان. فیمکننا أن نضع قاعدة لغویة جدیدة معنونة ب«أقوى الحرکات تدلّ على أقوى المعانی»، کما قیل سابا: «زیادة المبانی تدلّ على زیادة المعانی» و«أقوى الحروف تدلّ على أقوى المعانی».

یعدّ الاستثناء من الأسالیب الشائعة فی اللغة العربیة، حیث قد حظی باهتمام وافر لدى الألسنیین وخاصة علماء النحو والأصول لتبیین دلالاته فی صمیم اللغة. ومما یدل علیه هذا الأسلوب هو تخصیص المستثنى بالحکم، ولا یفید الاستثناء هذا المعنى حتى تتوفر له شروط. ترمی هذه الدارسة إلى تبیین هذه الشروط وتقییمها معتمدا على المنهج الوصفی والتحلیلی، کما یوظف المنهج المقارن لدراسة آراء النحویین والأصولیین فیما یتعلق بهذه الشروط. تدل نتائج البحث على أنّ القدامى من النحاة لم یتعرضوا إلى دراسة الاستثناء کمخصص، بینما عالجه المتأخرون متفقین على إفادة الاستثناء معنى التخصیص متأثرین بالأصولیین فی هذا الموضوع. فوجهات نظر النحویین والأصولیین تکون متشابهة فی بعض شروط الاستثناء، لکنها تختلف فی بعض آخر منها. وقد کان لعلماء الأصول دور فی عدد من هذه الشروط کقصد المتکلم والانفصال الزمنی بین المستثنى والمستثنى منه، وهناک شروط أخرى کمقدار المستثنى وجنسه، وهذه الشروط وإن استمدت حجتها من کتب النحو، إلا أنّها اکتست بطابع فقهی میزها عمّا وجد فی کتب النحو. فمثل هذه الشروط تکون محل النزاع بین الفریقین.

لقد تمکّنت السیمیائیة بفرض منهجیتها المجدیة على ساحة النقد الأدبی المعاصر من إجلاء مکامن النصوص الشعریة ورصد شبکة علاقاتٍ نصّیةٍ فیها؛ فهی تعمل على إضاءة نشاط النصوص فی المقاربات النقدیة والکشف عن شیفرات البنى اللغویة وتقییم مدى مرونتها مع التعابیر الإبداعیة. یعدّ محمّد عفیفی مطر شاعراً مصریاً کبیراً یحظى تعبیره بنسقٍ من الرموز والمفاهیم الغامضة التی تتوّجه معظمها نحو إشاراتٍ معرفیةٍ نشیطةٍ تتیح فرصةً مغتنمةً لمقاربة شعره من رؤى مختلفةٍ کرؤیة السیمیائیة. من هذا المنطلق، اخترنا السیمیائیة فی دراستنا لقصیدة مکابدات کیخوتیة کی نخطو مع الاستعانة بها فی ساحة دلائلها المکنونة وإشاراتها المعرفیة الفاعلة مهما کانت لسانیةً أو غیر لسانیةٍ. تدلّ حصیلة البحث على أنّ الشاعر لتحقیق السمات التعبیریة العلیا فی القصیدة المعنیة، یستعیر معظم ألفاظه من لغة الحیاة الیومیة ویسعى أن یقلّل من وطأة لغته التصویریة الغامضة من جهةٍ ویبعد عن التعبیر المباشر من جهةٍ أخرى ، لکنّه ما زال ینغمس فی سلسلةٍ من المفارقات الضدّیة الّتی تحدث خرقاً کبیراً بین واقعه الملموس وتصوّراته الذهنیة. تجتمع غایة الصور المستعملة لهذه القصیدة فی الطبیعة والمفردات الّتی تتعلّق بها، وإن یرافق هذه الصور خرق النظام اللغوی المعتاد فی طریقة التمتّع بالمفردات والنظرة إلیها. تملک عتبات القصیدة النصیة دوراً سافراً فی إنارة طریقة ولوج الشاعر فی النصّ وإیصاله إلى نهایةٍ منشودةٍ، إلى جانب فضاء النصّ الجمالی الذی یبیّن فی القصیدة خصوصیته الفریدة عن طریق ألوان التشاکل والتباین حصولاً على الانسجام النصّی الشامل بواسطة اختیار الألفاظ المتباعدة والمتقاربة معاً.

یرتبط اسم حلقة براغ اللسانیة باللسانیات الوظیفیة عموماً؛ إذ أنها اهتمّت بوظیفة اللغة، وهی التواصل وأسبقیة الوظیفة على البنیة، لأنّ الوظیفیین ینظرون إلى علاقة الوظیفة والبنیة عبر التأکید على دور المتکلم والسامع. وأما الجرجانی بصفته عالماً فی البلاغة واللغة وصاحب » الوظیفیة « کتاب دلائل الإعجاز، فیرکّز على المواءمة بین الوظیفة والبنیة، والتی تعدّ من أهمّ المعالم الوظیفیة. وبناءً علیه یمکن القول إن تتقارب مع البلاغة العربیة عامةً بما أنّ مهمّة البلاغة هی الترکیز على العلاقة بین المقام والمقال. إذن یستهدف هذا البحث دراسة العلاقة بین الوظیفة والبنیة عند الجرجانی عبر الترکیز على مبادئها وهی: وظیفة اللغة، والعلاقة بین البنیة والوظیفة، ودور المتکلم والسامع من خلال تطبیقها على التقدیم والتأخیر، والحذف، مستخدماً المنهج الوصفی التحلیلی لتبیین علاقة نظریة النظم للجرجانی والوظیفیة عبر تفسیر هذه النماذج. ومما توصل إلیه البحث هو أنّ نظریة الجرجانی تتمحور على أنّ الوظیفة الأساس للغة هی إقامة التواصل بین متکلمیها، والتواصل لا یکون بالمفردات، وإنما یکون بالجمل والوظیفة سابقة على اللفظ، والوظیفة المقصود ههنا وظیفة مقامیّة. وبناء علیه نستطیع أن نعتبر الجرجانی وظیفیاً، ولو عنده تشابهات مع المدارس اللسانیة الأخری.

إن الهدف الأساسی الذی تروم الباحثتان الوصول إلیه هو تسلیط الضوء على کیفیة استخدام نازک الملائکة اللغة الشعریة ودراسة طبیعة الألفاظ التی تتناولها ودلالاتها المعنویة. على هذا الأساس وللوصول إلى الهدف نفسه، هذا المقال بعد الغور فی دواوین نازک الشعریة، یعالج الموضوع بالمنهج الوصفی التحلیلی ومن خلال انقسام المستویات الأداء اللغوی عند الشاعرة إلى خمسة أقسام، وهی الأداء بلغة الموروث واللغة المحکیة ولغة الحزن ولغة الحبّ واللغة الرومنسیة. من أهمّ النتائج التی توصّلنا إلیها فی هذا البحث أنّنا رأینا لغة الحزن عند الشاعرة ممزوجة بالغربة التی عاشتها الشاعرة نفسها وعبّرت عنه فی أغلب قصائدها. أما بالنسبة إلى الحبّ، فهناک علاقة بینه وبین القصائد المبهمة المبطنة المملوءة بالأسرار التی لا یفکّ شفراتها إلا هی، والّتی عبّرت عنها بمعان عدّة لتُجری نهرها الشعری، حیث جاءت ألفاظها محمّلة بالدلالات الروحیة السامیة. لألفاظ الطبیعة أیضا حظّ کبیر فی قصائدها لما تقتضیه العلاقة بین الشعراء الرومانسیین والطبیعة؛ وکان عدم الاستقرار فی حیاتها عاملاً مهمّاً لرسم الطبیعة فی قصائدها. إنّ ظاهرة التکرار التی عبّرت عنها الشاعرة بأنّها إلحاح على جهة هامّة فی العبارة یعنى بها الشاعر أکثر من عنایته بالعبارة، قد أعطت لتکرارها لوناً براقاً بما تشتهیه القصیدة. وفیما یخصّ الکلام المحکی فقد تناولته من لسان الناس بلغة بسیطة غیر مستغلقة وتنطلق من صوغ المتداول. والأداء بلغة الموروث، والذی تصدره الموروث الأدبی والشعر القدیم، ولکنه لم یوقعها فی حدود الرصف الجامد، بل هو عملیة اتحاد للإتیان بشیء جدید.

إنّ تعلیم النحو العربی فی الجامعات الإیرانیة کمادة جوهریة والعمود الفقری للغة العربیة قد واجه تحدیاتٍ عدیدة وعقبات وفیرة. لا تقتصر هذه العقبات على الطلبة الإیرانیین، فإنما یعانی منها الناطقون بالعربیة وغیرها. نحاول فی هذه الدراسة التی اعتمدت على المنهج الوصفی التحلیلی، أن نلقی نظرة على الطرائق التقلیدیة والحدیثة لتعلیم النحو العربی وندرس الصعوبات والعقبات التی تواجهها طرائق تعلیم النحو العربی فی الجامعات الإیرانیة فی مرحلة البکالوریوس وندرس الرکائز الأساسیة للعملیة التعلیمیة التعلمیة وهی الأستاذ، والطالب، والمواد الدراسیة بغیةَ التوصل إلى حلٍّ لهذه الصعوبات والعقبات. توصّلت الدراسة إلى أنّه لا یمکن الترکیز على طریقة واحدة دون الأخرى؛ إذ یجب أن نجمع بین الطرائق المختلفة بعد تعدیل بعض طرائق التعلیم الخاطئة فی الجامعات الإیرانیة، وسدّ الثغرات الموجودة فی الکتب الدراسیة إلى جانب إفساح المجال لمساهمة الطلبة طیلة الفصل وعرض الأمثلة التی تلائم واقع حیاتهم، واختیار الکتب النحویة التی تحظى بالمنهجیة فی ترتیب الدروس وعرض القواعد وتتحاشى عن القواعد النادرة والشاذة والخلافات القائمة بین أصحاب المدرستین الکوفیة والبصریة.

إن المفارقة کفنّ من الفنون الحدیثة قد احتلّت محل مصطلحات غربیة النشأة عن اصل إغریقی متفلسفی. فأخذت مسارها فی الأدب العربی وتوسّعت حوزتها، وهی من المصطلحات التی اشتملت على معان کثیرة، فتشابهت مع المشترک اللفظی فی علم البلاغة من جهة، واقتربت من النقد الأدبی فی التخاطب الثقافی والاجتماعی من جهة أخری. وقد وجدنا دور الدلالة فی هذا الخطاب عالیاً، بل إنها هی التی تبرز کإحدی الأسالیب الدلالیة فی البلاغة والنقد الأدبی. فحاولنا الکشف عن الزوایا الدلالیة للمفارقة، وهی الکشف عما تبطنه المفارقة من التضاد فی المعنى والاشتراکفی اللغة، کما أن المفارقة تبدو فی ظاهر الأمر أنها هی الأسالیب البلاغیة نفسها فی المعانی والبیان والبدیع. ولکن القارئ بعد النقد والتنقیب یری بوناً شاسعا بینها وبین سائر الأسالیب البلاغیة. وبعد الإلمام بالموضوع فی أسلوب تحلیلی، فسرّنا مصادیق المفارقة فی علم الدلالة واستعنا فیها بالنظریات الحدیثة، وقد أعطت أبحاثنا هذه للمفارقة مظهراً دلالیاً تجمع بین السخریة والمناقضة کمشترک لفظی وتکشف عن معنى متضاد لما یبوح به المتکلم لیجعل المخاطب عرضة للسخریة أحیاناً فإمّا تنعکس فی الکلام أو یغطیها الموقف والمقام.

إنّ الأدب والفنّ اتّجاه جمالی یُعتبر وسیلة للمتعة عند المخاطب، إلاّ أنّه فی الوقت نفسه یُعدّ طریقة معیّنة بارزة من الطرق الموجودة لإقناع المخاطب واسترضائه؛ إذ یحاول الفنّان باستخدام الوسائل الموجودة بین یدیه لکی یرسّخ فی ذهن المخاطب أهدافه التی قد تبلورت فی أثره الفنّی. لذلک لا یمکن أن یتمّ حصر الفنّ فی الآثار البصریة أو المجرّدة والموسیقى ، بل یمکن أن نعتبر کلّ خطاب سیاسی تضمن عناصر فنّیة أثرا فنّیا. یرمی هذا المقال إلى تحلیل الخطابات السیاسیة اللبنانیة المعاصرة بالاستناد على التقنیات الکلامیة وفقا لنظریة التداولیة أو علم المقامیة. ولقد تمّ اختیار النماذج من المجتمع اللبنانی الشیعی لشخصیتین سیاسیتین هما الأمین العام لحزب الله السیّد حسن نصر الله ورئیس المجلس اللبنانی ورئیس حرکة "أمل" نبیه بری اللذین عُرفا بأنّهما یستخدمان الطرق الأقرب إلى إنشاء العلاقة مع المخاطبین وإقناعهم. نستنتج بعد دراسة خطاب هذین القائدَین السیاسیّین أنّ بدایة خطابهما ومتنه ونهایته تمتلک عناصر تجدر الدراسة، وتجعلهما ینجحان فی التأثیر على المخاطب وإقناعه، کاستخدام استراتیجیة الإقناع والمؤثّرات النفسیة لنجاح خطابهم أمام المخاطب.

قصیدة مقتل القمر من القصائد التى کتبها أمل دنقل الشاعر المصری بعد تجربته الحقیقیة للحیاة الإنسانیة فی القریة. وما کرّسه الشاعر فی القصیدة هو الثنائیة القائمة بین المدینة والقریة فی صورة رمزیة. فقد رسم الشاعر فی القصیدة لوحةً رومانسیةً تعتمد على تقنیات السرد فی أغلبها لِینقلَ إلى القارئ مشهدیة جنائزیة تضفی على القصیدة الحزن والفقدَ، وهى متکونةٌ من أربع مقاطع سردیة ذات بُعد درامی. هذه الدراسة عالجت القصیدة معتمدةً على المنهج الوصفی التحلیلی وعلى البنیویة قائمة على ستة المستویات الصوتیة، والترکیبیة، والصرفیة، والمعجمیة، والدلالیة والرمزیة. تدلت النتائج على أنّ الشاعر فی المستوى الصوتی قد اختار البحر المتلائمَ مع عاطفته الحزینة؛ وفی المستوى الترکیبی تنوعت عنده الأسالیب بین الخبریة والإنشائیة والاسمیة والفعلیة التی توحى کلها بالحزن؛ وفی المستوى الصرفی استخدم الفعل الماضی ودلالته فی القصیدة، وهو أکثر الفعل هیمنةً فیها؛ وفی المستوى المعجمی تبدو کلمات شعره سهلة المعنى فی البدایة، ولکنها غامضة وتحتاج إلى تفسیر فی أبسط اشکالها؛ واستعان الشاعر فی المستوى الدلالی بالصور الفنیة، ومنها التشبیه والاستعارة بالکنایة و. . . کوسیلة للتعبیر عن مشاعره؛ وفی المستوى الرمزی استلهم الشاعر من التراث الدینی کالمسیح 7 ویوسف النبی 7 حتى یجسد لنا بهذا التشبیه عدم انتماء أهل المدینة إلى القمرِ والقیم. إذن القصیدة من ألفها إلى یائها مفعمةٌ بالرموز والدلالات؛ فلا شک أن قراءة بنیویة لهذه القصیدة تلعبُ دوراً بارزاً فی فهم النص والقبض على المعانی وتعتبر خیر وسیلة للتواصل معها استجابةً للارتیاد الذی یتعلق بالنفس.