جعل الله سبحانه وتعالی الاختلاف من طبیعة هذه الحیاة الدنیا وغریزتها, وجعله بین أهلها من البشر, والاختلاف سنة ربانیة, وباقیة إلی أن یرث الله الأرض ومن علیها. فقال تعالی:
(کَانَ النَّاسُ اُمَّةً وَ'حِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِینَ مُبَشِّرِینَ وَ مُنذِرِینَ وَ أَنزَلَ مَعَهُمُ الْکِتبَ بِالحَقِّ لِیَحکُمَ بَینَ النَّاسِ فِیمَا اختَلَفُوا فِیهِ وَ مَا اختَلَفَ إِلَّا الَّذِینَ أُوتُوهُ مِنمبَعدِ مَا جَآءَتهُمُ البَیِّنتُ بَغیاَبَینَهُم فَهَدَی اللَّهُ الَّذِینَ ءَامَنُوا لِمَا اختَلَفُوا فِیهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِهِ وَاللَّهُ یَهدِی مَن یَشَآءُ إِلَی صِرَاطٍ مُّستَقِیم).
و قال تعالی:
وَلَو شَآءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النَّاسُ أَمَّةً وَاحِدَةً وَ لَا یَزَالُونَ مُختَلِفِینَ
فالخلاف موجود ومقدر, ولکنه من حیث الشرع, منه ما یکون مقبولا وما یکون مذموما. ومنه ما یکون واجبا وما یکون محرما وماتکون فیه حکمة بالغة فی تنوع النظریات والحلول فی الأمور الاجتهادیة التی لانصوص فیها أو فیها نصوص عامة یتنوع تفسیرها أو نصوص متعلقة باسباب خاصة فالعبرة بخصوص السبب.