اللغه العربیه و آدابها
سال:1438 | دوره:12 | شماره:3 |تعداد مقالات:9

«معاهدة سیناء» قصة قصیرة للکاتب المصری یوسف ادریس (1927-1991م)، توافق أحداثُها نشوب الحرب الباردة بین السوفیتیة والأمبریالیة. جعل هذا المناخ السیاسی الساخن من القصة تطبع بطابع المذهب الواقعی فی الأدب. أمّا «معاهدة سیناء» فیجری فیها النزاع السیاسی بین الروسی (ماشنسکی) والأمریکی (ولیم) فی معسکر واقع فی سیناء مصر بشأن ترکیب قطعة الغیار الأمریکیة علی المکنة الرّوسیة العاطلة، غیر أنّ الخلاف یحسمه مصری اسمه محیی الدین بتشغیل المکنة بترکیب القطعة أمام حیرة طرفی النزاع. لذلک تهدف المقالة إلی دراسة ملامح النزاع السیاسی بین ملمح المشادّات الکلامیة وبین التصرفات اللاأخلاقیة التی یقوم بها الطرفان، وإلی أشکال النزاع، والتی یمکن تقسیمها إلی المعارک، والمناظرات، والمباریات. وهذه الأخیرة تنقسم أیضاً إلی المباراة الصفریة والمباراة اللاصفریة. والنتیجة أنّ المشادّة الکلامیة یلجأ لها الطرفان عندما یعجزان عن حسم الخلاف وذلک لصلفیة الرّوسی، وأنّه یأتی النزاع علی أشکال المعارک للانفصال الدائم بین مواقف ماشنسکی وولیم، وعلی المناظرات فی لحظات عابرة لاقتراب الآراء دون أن تدوم حالة الاقتراب، وعلی المباریات الصفریة (ربح واحد وخسارة آخر) واللاصفریة (ربح أو خسارة لطرفین معاً) علی الدوام. وأنّ المکاسب فی المباراة لاتلفت النظر لأنّ القارئ لایری مکسباً غالیاً لصالح واحد دون آخر، بشکل ملموس. إذ أنّ المکسب الواقعی هو حلیف المصری محیی الدین، عندما یتمکّن من تشغیل المکنة فی حیرة الطرفین ومن معهما من العمّال بتصرفه الجریء المباغت. إذن، فإنّ المباراة انتهت إلی خسارة الرّوسی والأمریکی معاً، وإنّ الرابح الوحید هو محیی الدین المصری المبتور البنصر. وتمّ تحلیل الموضوعات فی المقالة اعتماداً علی المنهج الوصفی التحلیلی.

إن المقامة کلام منثور مسجع ومکلف یشمل حکایات قصیرة مقرونة بالنکت الأدبیة أو اللغویة. وتعتبر کإحدی الفنون الأدبیة الهامة والمؤثرة فی الأدب العربی ویتفق جمیع الأدباء علی أن بدیع الزمان مبدع هذا الفن. وهناک خلافات کثیرة حول کیفیة ظهور المقامات والأسباب المؤثرة فیها وقد ذکروا عدة أسباب لظهور هذا الفن منذ القدیم، منها تعلیم اللغة والأدب للناشئة، والنقد الاجتماعی. فبعضهم یرون أن إحدی الأسباب المؤثرة فی ظهور المقامات هی شیوع الکدیة والاستجداء، فأراد بدیع الزمان أن ینتقد ظروف دهره فأبدع المقامات وعبر عنها عن طریق قصصه. ونحن فی هذا المقال نرید أن نتطرق إلی دور أبی دلف فی ظهور المقامات البدیعیة ومدی تشابهه ببطلها. کما نعرف أن أبا دلف کان من فرقة بنی ساسان وهم الذین یعرفون بالاستجداء والکدیة، ولکنهم کانوا أهل الأدب ومن الظرفاء ولهم حیلهم للکدیة. فبطل مقاماته شخص أدیب عالم ظریف ولکنه مخادع محتال یجوب فی الأرض ویکتسب بأنواع حیله وأدبه. وهناک أدیب شاعر باسم أبی دلف الذی له الخصائص التی نجدها فی أبی الفتح، بطل المقامات البدیعیة، مثل کونهما أدیبا وعالما وسیاحا، واستجدائهما بحیلهم وبأدبهم. وکان بینه وبین بدیع الزمان مصادقة فعرفه البدیع وجعله نموذجا حیا لخلق بطله فیعتبر کإحدی الأسباب المؤثرة علیه لإبداع هذا الفن. ویمکن لنا أن نقول أن أبا دلف أثر فی ظهور المقامات.

إنّ اللون آیة من آیات الله جلّ جلاله وإحدی خصائص الحیاة البشریة، تتغیر دلالاتها بتغییر الزمان والمکان والخصائص النفسیة والظروف الاجتماعیة فی العصور المختلفة، کما یلعب دوراً جلیاً فی الأوصاف الشعریة التی تخلق مشاهد تصویریة بارعة، خاصة عند الشعراء العباسیین الذین تنوّعت الألوان فی أشعارهم، لتنوع مظاهر الحیاة فی عصرهم نتیجة الامتزاج الثقافی بین العرب وغیرهم من الشعوب. فهذه المقالة تعالج بالمنهج الوصفی- التحلیلی الألوان ودلالاتها المختلفة فی خمریات أبی نؤاس الذی یعتبر من أبرز الشعراء الذین استعانوا بالألوان فی رسم لوحاتهم الشعریة، متأثّراً بمجتمعه وبثقافته الفارسیة التی أدت إلی کثرة استعمال اللون فی دیوانه ولاسیما فی قصائده الخمریة. فی نهایة المطاف تکشف المقالة عن هذه الحقیقة وهی أنّ الشاعر استعان بالألوان مباشرة وغیر مباشرة لخلق اللوحات الفنیة والمشاهد الفریدة التی تلائم ذوقه العصری بدلالاتها المتنوعة من النشاط والفرح والتقدّس والحرارة واللمعان وإزالة الظلمة فی اللون الأصفر، والصحّة والزینة والفخر والصبغة الأرستقراطیة والملکیة للخمر فی اللون الأحمر، والحمایة والاحتفاظ والفرح فی اللون الأسود، والصفاء والجمال ومداهمة الزمان وإضافته فی اللون الأبیض، والشباب والخضرة وتجدید الحیاة والجمال والبهجة فی اللون الأخضر، والحیویة فی اللون الأزرق. فیستمد فی کل هذه الدلالات من مخزونه الثقافی الزاخر بالعلوم المختلفة والحضارات والثقافات والدیانات المتنوّعة.

إن من أهم الشبهات المذهبیة الواردة علی نهج البلاغة، هی شبهة التعریض بالصحابة، کما أن هذا التعریض هی من أسرار الشکوک، ومن بواعث کتابة هذا المقال، هی الدراسة الأسلوبیة للخطبة الشقشقیة. إنّ الروایة ونقل کلام الشخصیات الکبیرة کانت تعدّ أسلوباً قائماً بذاته له قواعده ومعاییره الخاصة به، تکمن أهمیة معرفة الأسلوبیة الغربیة فی أنها یمکن أن تستخدم فی المجالات الأدبیة ونصوص الأحادیث الشریفة والخطب المشککة فیها فی نهج البلاغة ولاسیما الخطبة الشقشقیة للتدقیق فی الشبهات والخلافات التی تکثر حولها.إن منجزات المنظرین الغربیین التی ظهرت من خلال المدارس الأسلوبیة المختلفة جدیرة بالاهتمام من هذه الناحیة، وإن نظریة بوزیمان الإحصائیة هی إحدی النظریات المتعلقة بالأسلوبیة الحدیثة، وإن البعد الإحصائی فی دراسة الأسلوب هو من المعاییر الموضوعیة التی یمکن باستخدامها تشخیص الأسالیب وتمییز الفروق بینها کما أنها تهتم بتتبع السمات الأسلوبیة ومعدل تواترها وتکرارها فی النص. لذا فإن المقال یهدف إلی تقدیم رؤی واضحة عن هذه النظریة فی المرحلة الأولی ومدی امکانیة تطبیقها علی الخطبة الشقشقیة وذلک باستخدام أسلوبیة بوزیمان الإحصائیة، مستشهداً بالجداول الإحصائیة إثباتاً وتأکیداً لصحة نسبتها إلی الإمام علی علیه السلام وذلک وفقاً للمنهج الوصفی التحلیلی.

إنّ الموازنة من أبرز التیارات النقدیة التی تعالج النواحی المشترکة بین النصوص لکی تمهّد الطریق لدرکها الأحسن وکشف أواصرها الغامضة فله مکانةٌ عالیةٌ فی مجال النقد الأدبی. نظراً لهذه الأهمیة قد انطلق هذا البحث لدراسة الموازنة بین قصیدة البحتری والشریف المرتضی فی وصف «إیوان کسری»، وحاول أن یحلّلهما ویبین کیفیة انعکاس الإیوان ووجوه الاشتراک والاختلاف بینهما معتمداً علی المنهج الوصفی- التحلیلی، وفق الرؤیة الأسلوبیة مصنّفاً ساحته فی خمسة أقسام: قسمٌ فی تحلیل المضمون والغرض المنشود وقسمٌ فی تحلیل وصفهما من ناحیة الموسیقی، والألفاظ، والأنساق النحویة، والصور البلاغیة .ظهر من خلال دراستنا فی الموطن المشترک بین القصیدتین أنّ الشاعرین بذلا منتهی جهودهما فی اختیار الألفاظ الفصیحة الموافقة للمضمون، کما اهتمّا باستخدام الأسالیب النحویة المقنعة فی غایة الوضوح الوضوح فقد استخدم البحتری الجمل الاسمیة أکثر من الشریف المرتضی ملائمةً للوصف، کما هو اهتمّ بالتفاصیل وخلق الصور البدیعة وذلک بجانب صدق الشاعرین فی الوصف. وهذا کله رغم اختلاف القصیدتین فی المضمون الذی جعل قصیدة البحتری فی ساحة الأدب الغنائی وقصیدة الشریف المرتضی فی الأدب التعلیمی.

إن تعلیم اللغة العربیة منذ بدایة المرحلة التعلیمیة یهدف إلی تمکین الطالب من مهارات اللغة، عن طریق تزویده بالمهارات الأساسیة: الاستماع، والتحدث، والقراءة، والکتابة، ومساعدته علی اکتساب ممارساتها الصحیحة، واتجاهاتها السلیمة، والتدرج فی تنمیة هذه المهارات علی امتداد المراحل التعلیمیة، بحیث یصل الطالب فی نهایة هذه المرحلة إلی مستوی لغوی یمکنه من استخدام اللغة بشکل یساعده علی مواصلة الدراسة فی المراحل التعلیمیة التالیة. ویعد الاستماع أحد أهم فنون اللغة، وهو عامل ضروری فی عملیة الاتصال. الاستماع والتحدث مهارتان تنموان وتعملان معا بالتبادل ویکمل بعضهما البعض، فالنمو فی مهارات الاستماع یتبعه نمو فی مهارات وفنون اللغة الأخری. لکن علی الرغم من أهمیة هذه المهارة فی جمیع المراحل إلا أنها مهملة بشکل کبیر فی جامعاتنا الایرانیة ویواجه بمشاکل عدیدة منها: قلة وجود المواد الدراسیة المحددة، قلة الأساتذة الخبراء فی تعلیم اللغة، المشاکل فی الأجهزة والبرمجیات، قلة استخدام استراتیجیات تعلیم الاستماع من قبل المدرسین واستراتیجیات تعلمها من قبل الطلبة، لذا نهدف فی دراستنا الحالیة التعرف إلی درجة امتلاک طلاب فرع اللغة العربیة وآدابها من استراتیجیات تعلم مهارة الاستماع فی مرحلة اللیسانس، وقد بلغت عینة الدراسة (108) طالباً من خمس جامعات حکومیة (علامه طباطبائی، خوارزمی، طهران، قم، الزهراء) وقد قام الباحثان بتصمیم استبانة تقیس درجة امتلاک الطلاب من استراتیجیات التعلم، وتکونت الاستبانة ست فقرات تختص بکل استراتیجیة، ومن أجل تحلیل نتائج الدراسة استعملت برنامج الحزمة الإحصائیة (spss). وقد توصلت الدراسة إلی أن الدارسین الایرانیین یستخدمون استراتیجیات تعلم اللغة الاجنبیة عند تعلمهم مهارة الاستماع. للاستراتیجیة التعویضیة أکثر استخداماً عند الدارسین الإیرانیین وهذا یفسر محاولات أفراد العینة للتغلب علی قصورهم اللغوی إلی اللجوء إلی التخمین.

دقة اختیار العناصر اللغویة فی القرآن وحسن توظیفها مما یمتاز به القرآن الکریم. إن هذه العناصر تقع فی سلسلة دلالیة، یساهم کل واحد منه فی اداء وظیفته داخل اطار المواضیع العدیدة التی تعالجها کل سورة بمثل ما تعالجه سورة لقمان من المواضیع منها: التوحید والشرک والکفر والصلاة والمعاد والبعث بأسالیب مختلفة منها: الاستفهام والنداء والحذف والذکر والتکرار وغیرها ... بما أنَّ هذا المقال یدرس السُّورة علی أساس المنهج الفنی دراسة لغویة وأُسلوبیة فهی تعالج الموضوع أُسلوبیاً، أی تدرس فیها القیم اللغویة وبعدها الدلالی، والقیم الترکیبیة وبعدها التعبیری، والقیم الجمالیة وبعدها التأثیری، کما تتحدث المقالة عن الحقول الأسلوبیة باعتبار الأسلوب انحرافا عن الأصل والقاعدة وباعتباره تواتراً أو نوعاً من التکرار فی الأنماط اللغویة وباعتباره استخداما للإمکانیات النحویة. تشیر النتائج الی الحضور المکثف للحروف التی تناسب دلالتها الاجواء العامة الحاکمة علیها دلالة ومضمونا، کما تشیر إلی الکشف عن القیمة الصوتیة النابعة عن النص والنسق.

إنّ فکرة الخروج من هذا العالم والرحلة إلی السّماء ومنها إلی الجنّة والجحیم متأثّرة بالمعراج النبوی، قد ظهرت فی الأدب العربی فی شکلها القصصی والأسطوری فی القرن الخامس الهجری. وإن کانت بوادر هذه الرحلات وخلفیتها ترجع إلی ما قبل الإسلام. فقد جاء فی النصوص الفهلویة أنّ أوّل من قام بالرحلة المنامیة إلی السماء هو زرادشت. أمّا معظم هذه الأسفار الخیالیة فی الأدبین الفارسی والعربی فقد تحقَقت بعد بزوغ شمس الإسلام وحادثة المعراج النبوی. بعد هذه الواقعة الکبری، استوحی الأدباء والشعراء من قصّة المعراج وأدب الإسراء وأبدعوا الأساطیر والقصص النّاشئة من خیالهم وفکرهم وخلقهم ومعتقداتهم والتی جرت حوادثها فی عالم الخیال. فمن أبرز هذه القصص السائرة فی الأدب العربی رسالتان: إحداها: رسالة الغفران "لأبی العلاء المعری". والثانیة: رسالة "التوابع والزوابع" لابن شُهید الأندلسی. أمَّا الغایة التی تصبو إلیها هذه الدراسة فهی الکشف عن مدی تأثّر هاتین الرسالتین بالمعراج النبوی وعن تأثر أحد الکاتبین بالآخر والخلفیة التاریخیة للأسفار الخیالیة. وأمَّا فیما یتعلَّق بالمنهج المتَّبع فی المقال بالنسبة إلی طبیعة مثل هذه الدراسات فاتَّبعنا المنهج التحلیلی- الوصفی. والنتائج تدلّ علی أنّ هذه الرحلات الثلاث تتوافق معاً بأنّها رحلة إلی العالم الآخر وإن کان السفر فی هاتین الرسالتین خیالیاً وفی معراج النبی (ص) حقیقیاً. وأنَّ کثیراً ممّن أبدعوا آثاراً فی إطار الفنّ القصصی فی الأدبین العربی والفارسی تأثّروا بقصّة المعراج النبوی (ص) شکلاً ومضموناً کما تأثَّرت هاتین الرسالتین من قصة المعراج النبوی (ص) تأثّراً لا ینکر.