بحوث فی اللغه العربیه و آدابها
سال:1441 | دوره:12 | شماره:22 |تعداد مقالات:12

إن الصحیفة السجادیة من النصوص الدینیة القیمة التی قد تحلّت بمیزات أدبیة وأسلوبیة جدیرة بالاهتمام. من الظواهر الأسلوبیة المهمة التی تجلّت بشکل لافت للنظر فی هذا الکتاب الشریف وخاصّة فی دعاء العرفة هو التکرار الذی تمثّل فی الصوائت والصوامت والکلمات والجملات والعبارات المختلفة مما منح هذا الدعاء الشریف لوناً إیقاعیاً رائعاً متلائماً مع متطلّبات سیاق النصّ. نظراً لفاعلیّة تکرار العناصر البنّاءة للجملة من الناحیة الدلالیة، فیسعى هذا البحث من خلال المنهج الوصفی التحلیلی أن یسلّط الضوء على التکرار بوصفه من أهم العناصر الإیقاعیة وآثارها الدلالیة فی الدعاء المدروس. وقد تبیّن من هذا البحث أنّ الإمام السجاد j لم یستخدم التکرار فی الدعاء عشوائیاً، بل استخدمه کعنصر إیقاعی مهمّ بشکل واعٍ لترسیخ المعنى والتأثیر فی النفوس وإثارة المشاعر والأفکار، مما یدلّ کلّ الدلالة على أنّه توجد هناک علاقة وطیدة بین المستویین الصوتی والدلالی. قد حقق التکرار أغراضاً بلاغیة کثیرة کتأکیدالمعنى أو الترغیب فیه أو التلذذ والاستغذاب للمکرر و غیر ذلک من المعانی.

إن من المسائل العربیة الخلافیة المولعة بالجدل هی "الألف واللام" الداخلة على أسماء الفاعل والمفعول وبعض الصفات المشبهة، حیث لم یتفق النحویون على کلمة سواء و لم یقتفوا مسلکا واحدا، فقد دام بینهم خلاف طویل الذیل فی تعیین ماهیة "أل" هذه، أهی حینئذ اسم موصول بمثاب "الذی" وأخواتها أو هی مجرد حرف تعریف أو هی موصول حرفی بمثاب "أن" و"ما"؟ ذهب جمهور النحاة إلى أن "أل" الطارئة على أسماء الفاعل والمفعول هی اسم موصول، وذهب فریق من النحاة إلى أن "أل" التی اشتهرت بین الجمهور بأنها اسم موصول هی مجرد حرف تعریف، وذهب فریق آخر إلى أن "أل" هذه موصول حرفی، وذهب بعض إلى أن "أل" منقوصة من "الذی" وهی اسم موصول. تستهدف هذه الدراسة الوقوف على الرأی الحصیف فی ضوء تبیین وتحلیل الآراء الخلافیة وأدلة کل واحد منها فی إطار أسلوب منطقی یسمّى القیاس الاستثنائی الانفصالی (قاعدة السبر والتقسیم من أصول النحو). ومن أهم ما توصلت هذه الدراسة إلیه أن "أل" الداخلة على أسماء الفاعل والمفعول هی اسم موصول کما علیه الجمهور خلافا لمن اعتقد حرفیتها.

إنّ الکتابة هی المرحلة الأخیرة من مهارات اللغة الأربع فی تعلیم أیّ لغة؛ المرحلة المتقدّمة التی یجب أن ینتج المتعلّم نصّاً أو خطاباً یراعی فیه مقوّمات النصوص والخطابات للغة الهدف. بما أن التماسک من مقومات الخطاب وجزءاً رئیساً فی أیّ نصّ فتناولت هذه الدراسة العثرات التی تحجب على اتساق الخطاب المکتوب. هناک مظاهر صوریة تعمل على تحقیق التماسک النصّی وتعالق الجمل بعضها ببعض. فقد أولى هالیدای وحسن الاهتمام بهذه المظاهر واعتبراها ضامنة للترابط بین الجمل فی أیّ نص. هذه المظاهر هی الاتساق النحوی، والاتساق المعجمی وآلیات الربط. من هذا المنطلق، ینوی هذا البحث بمنهجه الوصفی التحلیلی، تحلیل العثرات الاتساقیة للکتابة عند متعلّمی العربیة من الإیرانیین. تکوّن مجتمع الدراسة من 50 طالبةً دارسةً فی الفصل السابع من مرحلة البکالوریوس بجامعة کاشان الحکومیة فی العامَین الدراسیَین 2016 2017 م و2017-2018 م، وکانت أداة الدراسة ما جمعنا من وظائفهن الکتابیة فی ثلاثة موضوعات وصفیة. ظهر من خلال هذه الدراسة أنّ عدم استثمار الطالبات لمظاهر الاتّساق وتوظیفها الخاطئ قد أدّى إلى التشتّت النصی والتعبیر التحریری الردیء الضعیف واستنبط أنّ إحدى المؤشّرات الهامّة التی تحدّد نوعیّة الکتابة باللغة العربیة هی کیفیة توظیف مظاهر التماسک النّصی وإجادتها، حیث کلّما استخدم المتعلّم آلیات الربط أکثر أنجح فی نوعیّة الکتابة أکثر.

یعدّ المستوى الصوتی مجالاً من مجالات المنهج الأسلوبی، وهو یهتم بمعرفة الدور الذی یلعبه الإیقاع فی النص، لأنالمادةالصوتیةوماتتضمنهمنإیقاع وتکراروموسیقى عذبة وماتحویهمنتأثیراتصوتیةتسهمفی جمالیة النصوإثراءالمعنى . بما أن قصیدة النثر بوصفها واحدة من أشکال الکتابة الشعریة الجدیدة لا تخلو من العناصر الإیقاعیة التی تتلون أشکالها وتتعدد مصادرها وتؤتی القصیدة قوتها الإیحائیة والجمالیة، فتحاول هذه الدراسة أن تتلمس أسالیب التشکیل الإیقاعی فی القصائد النثریة للشاعر العراقی یحیى السماوی. وقد اتبع البحث منهجاً وصفیاً تحلیلیاً، وذلک باستقراء القصائد النثریة وتفکک عناصرها الإیقاعیة لاستخراج أسلوب الشاعر الإیقاعی وقیمته الدلالیة والجمالیة. وقد تبین من خلال هذه الدراسة أن قصائد السماوی النثریة مشحونة بطاقات إیقاعیة فذة، مما تؤدی دوراً دلالیاً وجمالیاً لإثارة المتلقی وإثراء تجربته، وبذلک تنتمی إلى قصیدة التفعیلة وتکتسب صبغة الشعر. ومن أهم أسالیب الشاعر الإیقاعیة فی قصائده النثریة هی: إیقاع التقابل والتضاد، وإیقاع التوازی، وإیقاع تعداد، والتکرار بکافة أشکاله، والتراکم الصوتی، والجناس، والتجانس الصوتی. إن هذهالأسالیبجمیعاتسهمفیتشکیلواقعالإیقاعالصوتیالذیتنهضعلیهالقصیدة وتسهم بقدرتها على الإثارة والتأثیر فی المتلقی.

إستراتیجیة الخطاب عملیة یقوم بها المرسل لتخطیط الخطاب واستعمال الوسائل اللغویة التی توصله إلى الهدف. تجعل هذه العملیة المرسل یختار فی المستوی الصرفی، البنى الصرفیة المناسبة التی توافق قصده فی سیاق محدّد. من هنا قد یستخدم المرسل البنى الصرفیة فی غیر معناها ویرید بها معنى یدلّ على القصد ویناسب السیاق ویستخدم من أبواب الأفعال ما تنقل الهدف إلى المرسل إلیه بدقّة وسهولة. هذا، وقد أثّر السیاق والهدف على استعمال البنى الصرفیة عند عبد المعطی حجازی فجعلاه یستعمل الأفعال فی شعره حسب ما یقتضی السیاق. یهدف هذا البحث إلى دراسة إستراتیجیة الشاعر حجازی فی توظیف الأفعال للتواصل مع المخاطب والوصول إلى الهدف. وبما أنّ هذا التوظیف یختلف على أساس السیاق، فیعتمد البحث على المنهج التداولی الذی یهتمّ کثیرا بالسیاق وعناصره. أمّا النتائج التی توصّل إلیها البحث فهی خضوع الأفعال لنفسیة الشاعر وسیاق کلامه، حیث تعدل الأفعال أحیانا عن زمنها الأصلی إلى التعبیر عن الزمن النفسی وتحمل المعنى الموافق للسیاق والمقاصد. وإنّ کثرة الأفعال الماضیة لدى الشاعر فی حدیثه عن الغربة فی المدینة القاسیة تؤدّی إلى أن یخیّل المخاطب أنّ الشاعر قد أنشد تلک القصائد بعد ترکه المدینة، بینما أنشدها الشاعر خلال عیشه فی المدینة؛ فمن هنا قد یحمل الفعل الماضی معنى یوافق مقاصد الشاعر ونفسیته فی السیاق المحدّد. وکذلک قد انحرف الشاعر عن استخدام الأفعال الماضیة إلى استخدام الأفعال المضارعة للحدیث عن قضیة تاریخیة؛ ذلک أنّه لم یقصد وصف حادثة تاریخیة فحسب، بل أراد من وراءها التعبیر عن حالته النفسیة فی عصره الحاضر. قد وظّف الشاعر أبواب الأفعال حسب مقاصده وجاء بأبواب تکون کوسیلة تنقل المعانی إلى المخاطب وکمرآة تصوّر نفسیة الشاعر وأفکاره.

النقد الأدبی أحد المجالات الهامّة فی الساحة الأدبیة. فهو یوصلنا إلى معرفة الأدب الراقی. تستخرج أحکامه من خلال الأسس والعناصر الهامّة التی من أبرزها الأسلوب الأدبی الذی یتخذه الأدیب، لصیاغة أثره نثراً أو شعراً. إنّ تنوعالمفرداتهو أحدالملامحالأسلوبیة التییمکن بقیاسها فیالنصوص التوصلإلى الثراء اللغوی الموجود عند کلّ أدیب. فی الحقیقة، البعد الإحصائی فی دراسة الأسلوب هو من المعاییر الموضوعیة الأساسیة التی یمکن باستخدامها تشخیص الأسالیب. ترجع أهمیة هذه الدراسة فی حقل النقد الأدبی إلى أنّها خطوة فی طریق الابتعاد عن الظنّ وسیطرة الذوق، للکشف عن أسلوب هؤلاء الکتاب. هذا من جانب، ومن جانب آخر هذه البصمة الأسلوبیة تساعدنا فی توثیق النصوص التی یخامرنا الشک فی صحّة نسبتها إلیهم. للوصول إلى هذه الثروة اللغویة طرق کثیرة؛ أمّا الطریقة التی استخدمناها فهی طریقة جونسون التی ابتکرها کیت جونسون أستاذ قسم اللسانیات فی جامعة برکلی بأمریکا. تقوم هذه الطریقة بإحصاء الکلمات فی النصوص وقیاسها بالنصوص الأخرى وتقّدم صورة واضحة عن خاصیة تنوع المفردات مع دراسة تطبیقیة لکتابات ثلاثة من کبار کتّاب النثر الفنی فی العصر العباسی، وهم ابن المقفع والجاحظ وأبو حیان التوحیدی. أمّا منهج البحث فهو یعتمد على الطریقة الوصفیة. وصلت نتائج الدراسة بالمقارنة بین أسالیبهم إلى أنّ أسلوب الجاحظ أکثر تنوّعاً بالنسبة إلى الکاتبین الآخرین، و أنه یوجد فارق ضئیل بین أسلوب ابن المقفع و أبی حیان. ترجع الأسباب الرئیسة لهذا الفارق إلى البیئة العلمیة التی عاشها الجاحظ وثقافته وجهوده الفردیة فی تثقیف نفسه وتوسیع معارفها، إضافة الى أصالته العربیة. فالأصل الفارسی لابن المقفع أثر فی انخفاض تنوع مفرداته.

تهدف هذه الدراسة إلى تحدید إشکالیات الترجمة الشفهیة اللغویة من اللغة الفارسیة إلى اللغة العربیة بالاعتماد على القواعد النحویة من وجهة نظر المترجمین. ولتحقیق أهداف الدراسة، تم استخدام المنهج االوصفی التحلیلی؛ حیث اختیرت عینة الدراسة بطریقة عشوائیة بلغ عددها 36 شخصا من الأساتذه ذوی الخبرة فی حقل الترجمة الشفویة بقسم اللغة العربیة فی جامعتی أصفهان وطهران الحکومیتین، وکذلک المترجمین البارعین الذین یمارسون الترجمة الشفویة فی الأوساط الإعلامیة خاصة هیئة الإذاعة والتلفزیون الایرانیة والوزارة الخارجیة. و تتضمن الاستبانة 30 سؤالاً عن الإشکالیات اللغویة فی الترجمة الشفویة من الفارسیة إلى العربیة ترکیزاً على البنى النحویة. وقد تم التأکید من صدق الاستبانة ومن ثباتها بطریقة "آلفا کرونباخ" بمعامل الثبات الکلی (89/. )، مما یدل على ثبات الاستبیان. وکذلک تم تنفیذ جمیع التحلیلات الإحصایة باستخدام برنامج الرزم الإحصائیة (spss). وقد أسفرت الدراسة عن النتائج التالیة: إن إشکالیات الترجمة الشفویة اللغویة تنحصر فی الإشکالیات العامیة والنحویة والصرفیة والمعجمیة والصوتیة؛ وحسب المعالجات الإحصائیة للاستبانة ککل، تبین أن هذه الإشکالیات الخمس کلها ذات أهمیة لدى المترجمین الذین اتفقوا على أبعادها جمیعا (نسبة کل محور منها تکون أکثر من درجة (3))؛ حیث أحرزت الإشکالیات المعجمیة على الترتیب، أعلى درجة لدى المترجمین مع متوسطها العام (3. 89)، والإشکالیات الصوتیة بمتوسطها العام ( 3. 87)، ثم الإشکالیات العامیة التی بلغ متوسطها العام (3. 73)، ثم الإشکالیات النحویة بمتوسطها العام (3. 62)، والأخیرة الإشکالیات الصرفیة بمتوسطها العام (3. 33). فهذه کلها تدل على أن القواعد النحویة والصرفیة تکون أقل أهمیة عند المترجمین الشفهیین بالنسبة إلى الإشکالیات الثلاث الأخرى .

تتناول هذه الدراسة العلاقات القائمة بین ألْ وبین التنوین والنداء والإضافة وتُبیّن دور هذه العلاقات وتأثیرها فی تیسیر اللغة العربیة ضمن البحث حول ظاهرتی الحذف والتخفیف، معتمدة على المنهج الاستقرائی الوصفی، مشیرة إلى آراء علماء النحو قدیمة وحدیثة، تهدف إلى استخراج آرائهم بالنسبة إلى العلاقات القائمة بین "ألْ " وثلاث من العلائم المشهورة للاسم. والهدف الرئیس ترسیم شکل حقیقی من شبکة هذه الترابطات للکشف عن حقیقةٍ قد خُفِیت وراء تلک العلاقات، والتی تجلب التیسیر والتسهیل للغة والأداء النطقی. تدلُّ النتائج الحاصلة على أنّه هناک علاقة أخرى بین علاقة التخارج (العلاقة القائمة بین "ألْ " والتنوین، و"ألْ " والإضافة)، وعلاقة البدلیة (العلاقة القائمة بین "ألْ " والمنادى )؛ وهی علاقة التخفیف بأنّه عندما نقوم بخروج التنوین من الکلمة المُحلاّة ب"ألْ " أو نحذف "ألْ " التعریف من المضاف أو ما یتعرّض للنداء، فی الحقیقة حذفناها تخفیفاً وتیسیراً لعملیة أداء الکلمة فی اللغة، وأیضاً بما کشفنا عنه من دراسة التخفیف فی الإضافة؛ یمکننا أن نضیف صفة التخفیف إلى فوائد الإضافة المعنویة، علاوة على التخصیص أو التعریف.

لفظة "السبیل" تحتمل فی کثیر من النصوص القرآنیة من الدلالات أکثر مما حدّه اللغویون فی کتب القوامیس والمعاجم. وتکشف الدراسات التی تمّت فی کتب وجوه القرآن والوجوه والنظائر، أنّ مدلولها یختلف فی الآیات المختلفة حسب السیاق والقرینة فلا یجوز أن نفترض لجمیعها مدلولا واحداً، غیر أنّ کثیرا ممّا ذهب إلیه أئمة هذا الفن وسجّلوه فی کتبهم محلّ النقد والنقاش، ولا یتناسب مع ما روی عن أئمة أهل البیت (b) والمفسّرین. حاولت هذه المقالة أن تدرس تعدد الوجوه الدلالیة لهذه اللفظة فی القرآن الکریم على ضوء نظریة الدلالات المرکزیة والهامشیة بأسلوب وصفی تحلیلی مستعینة بأحادیث المعصومین وآراء المفسّرین من جهة وأن تقارنها بما ورد فی کتب وجوه القرآن الکریم والوجوه والنظائر من جهة أخرى ، ومما توصلت إلیها هذه المقالة أنّ هذه الدلالات متشابهة فی قسم یسیر منها ومختلفة فی معظمها لم یفطن إلى الکشف عن دلالاتها مؤلّفو هذه الکتب.

یقع تعامل المتلقّی ضمن نظریة تحلیل الخطاب ویقوم على التعامل السیمیولوجی والفینومینولوجیا. القصد من التعامل هو العلاقة الجدلیة بین المتلقّی والخطاب وفقَ تفکیر خاصّ تقدّمه هذه الرؤیة. فللمتلقّی دورٌ فاعلٌ، حیثُ یقوم بإنتاج الدلالة؛ وبهذا یتّسع المعنى ویبتعد القارئ من سلطة المؤلف. تستهدف هذه الدراسة تحلیل فاعلیة النظریة التعاملیة فی التذوّق الجمالی وتحلیل الوظیفة الثقافیة فی نماذج من أشعار جلال الدین الرومی وابن الفارض وحافظ الشیرازی. بهذا، تتّضح علاقات جدیدة بین الدوالّ بالتعامل والتفضیل الجمالی کما تتّضح أیضاً معانٍ غیر ثابتة متحوّلة. ونظراً إلى تحلیل الأشعار التی اخترناها طوال الدراسة، نستنتج أنّ هذه الرؤیة تؤدّی إلى تحویل التذوّق الجمالی من خلال توسیع الوظیفة الثقافیة للشعر، وبهذا کلّه تتکوّن تجارب جمالیة غیر معهودة، حیث ینتقل المخاطب بدوره المنفعل من البلاغة القدیمة إلى المتلقّی ودوره الفاعل فی مجال البلاغة الجدیدة. وهذا الموقف یرشدنا إلى نظرة فی الوجود والوجودیة فی الشعر الصوفی العربی والفارسی.

یعدّ کتاب سیبویه نقطة انطلاق لمجال القضایا اللغویة فی العالم الإسلامی فی المنتصف الثانی من القرن الثانی ویمتاز بأسبقیته وامتلاکه الأسالیب التی تختصّ به فتجعل المعنى عسیر المنال. لذلک تستهدف هذه الدراسة بتتبّع المنهج الوصفی التحلیلی وبالاستعانة بمقتطفات من نص الکتاب، إلقاء الضوء على الخصائص التعبیریة فیه على قدر تستوعب هذه الأوراق وتسعى إلى الترکیز على المیزات التی تؤثر على استشفاف المعنى لتکون مصباحا ینیر الدرب لمن یرید أن یطویه. ومن اللمحات الأسلوبیة عند سیبویه یمکن الإیماء إلى الإکثار من ضمائر الغائب وأسماء الإشارة والأسماء المبهمة واللجوء إلى التوضیحات، مکان استخدام المصطلحات وتعبیة المعانی فی الأمثلة، بدل أدائها بالکلمات واستخدام الجمل الاستطرادیة والنزوع إلى الإیجاز بالقرائن الخفیة وتبیین الحکم بالقیود النسبیة دون تعیین مدلولها. ویتتبّع سیبویه المنهج الاستنباطی فیشرع کلامه بالأمثلة ثمّ یقوم بشرح الأحکام ثمّ یستشهد من القرآن الکریم والأبیات الشعریة من عصر الاحتجاج وأمثال العرب وکلام العرب الفصحاء ودائما کلامه متّجه نحو قارئ محتمل لا مخاطب مقصود.

تلقی هذه الدراسة الضوء على عدم دلالة الفعل على الزمان من وجهة نظر النحاة وعلماء أصول الفقه. وقد أنکر الأصولیون المتأخرون دلالة الفعل على الزمان وضعا ولغة، کما اعترضوا على التقسیم الثلاثی للکلمة وذهبوا إلى أن الفعل مرکب من اسم وحرف فمادته اسم وهیأته حرف؛ ومن هنا قالوا بأن اللغة تنقسم إلى قسمین: الأسماء والحروف. وفی المقابل، اتفق النحاة على أن الفعل یدل على الزمان، والزمان قید فی الفعل. فردّ علیهم الأصولیون وقالوا إنما یفهم الزمان قیداً فی الفعل من سیاق الکلام والقرائن والأمارات الحالیة والمقالیة؛ وهذه الدلالة بالقرائن تدل على أنمفهوم الزمان لیس فی ذات وحاق الفعل. فلذلک، یمکن أن تدل صیغة الماضی والمضارع حسب القرائن على إحدى الأزمنة الثلاثة، ولو کان الفعل مقترناً بالزمان وکان الزمان جزءا من الفعل لکان فصلا مقوما لحقیقته وحینئذ من المحال أن ینفصل الزمان عن الفعل بمجرد عروض أدوات علیه ولما جاز استعمال الفعل الماضی فی الحال وبالعکس. وقد ناقش هذا المقال نظریات متمیزة حول دلالة الفعل وعدم دلالته على الزمان بأسلوب وصفی تحلیلی على ضوء ما ذهب إلیه النحاة والأصولیون من آراء ونظریات متمیزة، فتبنى نظریة عدم دلالة الافعال على الزمان، لا بنحو الجزئیة ولا بنحو القیدیة، ولا بالدلالة الوضعیة المطابقیة ولا بالدلالة التضمنیة ولا بالدلالة الالتزامیة؛ وإن دلالتها على الزمان بالدلالة الالتزامیة فیما لو کان الفاعل أمراً زمانیاً، وهذه الدلالة مستندة إلى خصوصیة الإسناد إلى الزمانی لا إلى الوضع.