إتقان اللغة واستخدامها فی المواقف التواصلیة یعدّ الهدف الأساس لمتعلمیها . ومن الواضح أن للثقافة تأثیر کبیر فی تعلّم اللغة؛ لِأنَّ اللّغة والثقافة من الأمور المتلازمة التی لا یمکن الفصل بینهما مهما حصل. حیث إن «المجاملات» جزء من اللغة؛ کما أن للثفاقة دور بارز فی کیفیة توظیفها لإیجاد علاقات بناءة وفعّالة بین المتحدث الأصلی ومتعلم اللغة فی التواصل المباشر من حیث الکتابة أو التواصل الشفهی؛ ولم یکن تعلیم الثقافة العربیة ضمن برامج ومقررات تدریس اللغة العربیة للناطقین بالفارسیة ولم یکن موضع اهتمامها کما ینبغی، ففی معظم الأحیان لا نجد عند الطالب الإیرانی کفاءة لغویة تمکّنه من الإجابة عن المجاملات العربیة. إذن، الدراسة التقابلیة للمجاملات بین اللغتین الفارسیة والعربیة، تمهّد الأرضیة المناسبة لتجنب المتعلّم من الوقوع فی الأخطاء اللغویة عند استخدامه للمجاملات العربیة. فقام البحث الحالی بجمع مجموعة وظیفیة من المجاملات فی اللغتین الفارسیة والعربیة ثم عمد إلی تحلیلها تحلیلاً تقابلیاً ضمن ثلاثة مجموعات: المجموعات المتماثلة، و المتشابهة، و المختلفة. ومن أهمّ النتائج التی وصل إلیها أن المجموعات المتماثلة تأخذ مساحة کبیرة من مجاملات عینة الدراسة فیتوقع أن لایواجه الطالب الإیرانی صعوبات جادة فی تعلّم المجاملات العربیة.